responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 82


ولو أمعن القارئ في ما كتبه علماء العامة بشأنهما ، وبشأن كتابيهما لتجلت له شخصية البخاري ومسلم وعلو مرتبتهما بحيث إن لم يعدهما معصومين لا يشك أبدا في تقواهما وعدالتهما وورعهما ووثاقتهما ، وكذا لا يرتاب أبدا في صحة كتابيهما ، وكذلك تتجسد لديه حقيقة مقولة بعض العلماء في الصحيحين من أنه ما تحت أديم الأرض كتاب أصح منهما ، وإن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد نسب كتاب البخاري إلى نفسه واعتبره كتابه ، وهكذا تتجسد له هذه الأمور جلية بحيث لا يمكن نقضها وتغييرها والخدشة فيها .
ولكن بمجرد دراسة مختصرة وتفحص إجمالي فيهما تتجلى الحقائق التي تكمن خلف أستار الوهم والخيال ، وينكشف للباحث أن - في مقابل تلك الفضائل والكرامات المنقولة في شأن البخاري ومسلم والغلو الذي طالما حوصر بين الخيال والوهم - هناك علماء من أهل السنة أنفسهم قد نظروا إلى الصحيحين نظرة المحقق البحاثة فوضعوا ما احتواه الصحيحان على طاولة التشريح ووازنوهما بالمعيار الواقعي وخرجوا بعد ذلك بالنتيجة التالية : إن بعض أحاديث الصحيحين من جهة الإسناد وبعضها الآخر من جهة النص والمتن مرفوضة ومخالفة للأصول العلمية والدينية .
وهناك آخرون أيضا من علمائهم أزاحوا حجب العصبية عن بصائرهم ونظروا إلى شخصية البخاري ومسلم بمنظار الواقعية وأصبحت نظرتهم تماما على عكس الفئة الأولى المغالين الذين رووا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بلغ سلامه إلى البخاري .
وهذا ما تكشفه هذه الصفحات التالية لذوي العقول والأبصار من بيان الحقيقة عن ماهية الصحيحين ومؤلفيهما ، وتوضح الصورة الواقعية لهما ولمؤلفيهما .
وليعلم القارئ الكريم بأننا نحن الشيعة لم نكن سباقين إلى فتح باب الانتقاد على الصحيحين ومؤلفيهما وتفنيد رواياتهما ، بل أن علماء العامة أنفسهم لهم السبق وأنهم تعرضوا لنقدهما وبينوا الحقيقة بصراحة ، وفتحوا باب نقد الصحيحين على مصراعيه .
ومن هؤلاء الناقدين جمع من العلماء والمحدثين والحفاظ وشراح الصحيحين الذين تعتمد العامة أقوالهم وتعترف بعلو مقامهم العلمي عندما أبدوا نظرياتهم العلمية

82

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست