فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم . فأقول كما قال العبد الصالح [1] : ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [2] . أخرجه البخاري [3] وأما في صحيح مسلم [4] فقد جاءت جملة ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) بدلا عن جملة : ( إنهم لم يزالوا مرتدين ) . . . وفي حديث آخر أخرجه الشيخان البخاري ومسلم [5] وردت كلمة ( أصيحابي ) بالتصغير بدلا عن كلمة ( أصحابي ) وهذا إنما يدل على ترحم وتحنن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إياهم أو تحقيرهم وإهانتهم . 2 - ابن أبي مليكة قال : عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني
[1] المراد بالعبد الصالح هو عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) . [2] المائدة : 117 - 118 . [3] صحيح البخاري 4 : 169 كتاب بدء الخلق باب و ( اتخذ الله إبراهيم خليلا ) ، وص 204 باب و ( أذكر في الكتاب مريم ) ، و ج 6 : 69 كتاب التفسير تفسير سوره المائدة وص 122 تفسير سورة الأنبياء ، و ج 8 : 136 كتاب الرقاق باب كيف الحشر . [4] صحيح مسلم 4 : 2194 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب ( 14 ) باب فناء الدنيا وبيان الحشر ح 58 . [5] صحيح البخاري 8 : 149 كتاب الدعوات باب في الحوض ، صحيح مسلم 4 : 1800 كتاب الفضائل باب ( 9 ) باب إثبات حوض نبينا ( صلى الله عليه وآله ) ح 40 .