في الحج ، أو آداب التخلي والاستنجاء ، أو آداب النكاح وغيرها . . . غير جائز حسب ما تقتضيه قاعدة اللطف فهل يجوز لهما الإغماض والسكوت في مسألة مهمة كهذه ؟ فإذا كان الجواب : لا . فهل عينا أحدا لتصدي هذه المرتبة والمنصب ؟ وما هي مواصفاته ؟ 2 - يطلعنا التاريخ وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكذا يستفاد من آيات الذكر الحكيم والأحاديث ، إن المسلمين في الصدر الأول من تاريخ الإسلام كانوا يسألون النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن كل شئ من أحكام دينهم ، ويرجعون إليه في تفسير الآيات وبيانها ، ويلجأون إليه في كل صغيرة وكبيرة ، فيستفتون فيها منه حتى في العلل والأمراض كانوا يطلبون دواء دائهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) [1] . فعندئذ يتبادر إلى الذهن سؤال : هل يتصور أن أحدا من المسلمين وأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يخطر على باله في تلك المدة التي عاش الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بينهم - ثلاثة وعشرين سنة - أن يسأل النبي عن مسألة الخلافة ومن يكون الإمام والخليفة من بعده ( صلى الله عليه وآله ) ؟ هذا مع أنهم على علم بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بشر ولا بد إنه سوف يرحل عنهم إلى جوار ربه ، وقد سمعوا منه يرتل عليهم ( إنك ميت وإنهم ميتون ) [2] و ( وما محمد إلا
[1] أخرج الترمذي ومسلم حديثا بما يناسب التطبيب وطلب الناس دواء مرضهم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال أبو سعيد : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إن أخي استطلق بطنه . فقال : اسقه عسلا . فسقاه ثم جاء ، فقال : يا رسول الله قد سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اسقه عسلا ، فسقاه ثم جاءه فقال : يا رسول الله قد سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا . قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا ، فسقاه عسلا فبرأ . سنن الترمذي 4 : 356 كتاب الطب باب ( 31 ) باب ما جاء في التداوي بالعسل ح 2082 ، صحيح البخاري 7 : 159 كتاب الطب باب الدواء بالعسل ، صحيح مسلم 4 : 1736 كتاب السلام باب ( 31 ) باب التداوي بسقي العسل ح 91 . [2] الزمر : 30 .