responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 13


المسلمين من رواية الحديث وتدوينه ، ويلزمهم رواية الأحاديث التي جمعها ودونها هو بنفسه فقط ، ولهذا السبب اتخذ سياسة حظر نشر الأحاديث مطلقا لكي يخلي سواعد المسلمين من حملهم لهذا السلاح القوي - الحديث - فأعلن للمسلمين قائلا : فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله [1] .
لأن القرآن على عكس أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يمكن تأويل آياته وتفسيرها حسب ما تقتضيه المصالح والأهواء [2] .
عندما أدركت المنية أبا بكر أدلى بالخلافة إلى عمر [3] ، ولا يخفى إن أكثر المسلمين لما ابتعدوا عن التعايش مع أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقدوا وعيهم الديني ، فانقادوا طائعين لأوامر الخليفة .
وخطا عمر في خلافته نفس السياسة التي ساسها أبو بكر فمنع نقل الحديث بكل جهد ، وأعلن متظاهرا بإعطاء الناس حريتهم وشاورهم في رواية حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتدوينه فأشاروا عليه بضرورة هذا الأمر ، فاحتال بعد شهر واحد قضاه في التفكير في هذه المهمة ، فظهر أنه قد حصل على النتيجة المطلوبة بزعمه ، فجاء إلى الناس وأعلن قائلا : إني كنت أردت أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا [4] .
وتراه أنه عندما كان يبعث أحدا لمهمة ما ، يأمره بأن لا يحدث الناس بأحاديث



[1] تذكرة الحفاظ 1 : 7 .
[2] حيث إن للقرآن بطون ومعان متعددة ، ولذلك يمكن لكل أحد أن يفسر الآيات حسب رأيه الذي يراه صوابا . وقال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) لابن عباس لما بعثه لاحتجاج على الخوارج على أحقية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويتم عليهم الحجة لئلا يكون لهم حجة على الله : لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال ذو وجوه تقول ويقولون ولكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا . وصية 77 من نهج البلاغة . المعرب .
[3] قال علي ( عليه السلام ) : حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ، نهج البلاغة : 3 .
[4] الطبقات الكبرى 3 : 286 ، جامع بيان العلم وفضله 1 : 64 - 65 .

13

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست