4 - عبد الله بن الزبير بن العوام : هو الآخر من رواة الحديث عند أهل السنة ، وهو من رجال الصحيحين ، ونقل عنه البخاري في صحيحه عشرة أحاديث ، وكان من الخوارج والنواصب الألداء الذين نصبوا العداء والبغض للإمام علي ( عليه السلام ) ، وقد تصدى للإمامة في الصلاة في يوم الجمل رغم حضور أبيه الزبير وطلحة [1] . وتنص بعض النصوص على أن عبد الله هو الذي حرض أباه الزبير على أن يعادي عليا ( عليه السلام ) . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ما زال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه عبد الله [2] . وقد نص بعضها الآخر على أنه ( عليه السلام ) حينما التقى بالزبير قبل واقعة الجمل قال له : قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء - عبد الله - ففرق بيننا وبينك [3] . وفي يوم الجمل لما انتهى جيش عائشة إلى ماء الحوأب ومعهم عائشة نبحتها كلاب الحوأب . فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا ؟ قال : هذا ماء الحوأب . فقالت : ما أراني إلا راجعة . قال : ولم ؟ قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لنسائه : كأني بإحداكن قد نبحتها كلاب الحوأب ، وإياك أن تكوني أنت يا حميراء - عائشة - . فقال لها محمد بن طلحة : تقدمي رحمك الله ودعي هذا القول - أي لا تكوني مفرقة الجمع - وأتى عبد الله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفتيه أول الليل وأتاها ببينة زور من الأعراب - خمسين رجلا - فشهدوا بذلك . فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام [4] .
[1] شرح نهج البلاغة 2 : 168 . [2] الإستيعاب 3 : 906 ترجمة عبد الله بن الزبير رقم 1535 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 167 . [3] تاريخ الطبري 4 : 509 ، الإمامة والسياسة 1 : 55 ، شرح نهج البلاغة 4 : 61 ، الإستيعاب 3 : 906 ترجمة عبد الله بن الزبير رقم 1535 . [4] تاريخ الطبري 3 : 458 ، الإمامة والسياسة 1 : 60 ، شرح نهج البلاغة 4 : 61 - 62 .