ونقلت هذه القصة في كتب أخرى على نحو آخر : أن الشيخ التنوسي لما زار قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل ما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم من الحديث صحيح ويجوز لي أن أحدث ذلك عنك ؟ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، إنهما جميعا صحيحان وحدث عني ما ورد فيهما [1] . نقل عن أبي زيد المروزي أنه قال : كنت نائما بين الركن والمقام فرأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المنام ، فقال لي : يا أبا زيد ، إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي ؟ فقلت : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما كتابك ؟ قال : جامع محمد بن إسماعيل البخاري [2] . قال محمد فريد وجدي : وغلا بعضهم فرأى أن يستأجر رجالا يقرأون الأحاديث النبوية في كتاب الإمام البخاري استجلابا للبركات السماوية - تماما كالقرآن - [3] . قال القاسمي في قواعد التحديث : صحيح البخاري عدل القرآن ، إذ لو قرئ هذا الكتاب بدار في زمن شاع فيه الوباء والطاعون لكان أهله في مأمن من المرض ، ولو اختتم أحد هذا الكتاب لنال ما نواه ، ومن قرأه في واقعة أو مصيبة لم يخرج حتى ينجو منها ، ولو حمله أحد معه في سفر البحر لنجا هو والمركب من الغرق [4] . ما قيل من الرؤى والكرامات : يقال : إن البخاري ذهبت عيناه في صغره ، فرأت والدته إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) في المنام ، فبشرها بصحة ابنها ، فقال لها : يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك له ، فأصبح وقد رد الله عليه بصره [5] .
[1] الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين : الحديث الثالث والثلاثون . استقصاء الأفحام 2 : 868 . [2] هدى الساري : 490 ، إرشاد الساري 1 : 29 . [3] دائرة معارف القرن العشرين 3 : 482 . [4] قواعد التحديث : 250 . [5] هدى الساري : 478 ، إرشاد الساري 1 : 31 ، تاريخ بغداد 2 : 10 .