سورة الترمذي - 279 ه - دون جامعه المعروف سنن الترمذي ، وبعده أحمد بن شعيب النسائي - 303 ه - دون سننه ويقال له المجتبى . وهذه الكتب الستة تشكل الركن الأصلي لجوامع أهل السنة ، فهم يرجعون إليها ويعتمدون عليها في العقائد والفروع والتفسير والتاريخ ، واشتهرت فيما بعد بالصحاح الستة ، ويطلق تارة على صحيح البخاري وصحيح مسلم الصحيحين ، وعلى الكتب الأربعة الأخرى بالسنن [1] . وبعد هذه الكتب صنفت المئات من الجوامع ، وسميت بالمسند والمستدرك والمستخرج ، إلا أنه لم ينل أي واحد منها مرتبة وشأنا عند أهل السنة كما كان شأن الصحاح الستة . الفرق بين الصحاح والمسانيد : الصحيح اصطلاحا هو الحديث الذي اتصل سنده عبر رجال عدول ومتدينين إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أو أحد الأئمة ( عليهم السلام ) [2] . والكتب الستة سميت بالصحاح لأن أحاديثها وما تحتويها مثل الراوي والسند والمتن حائزة لشروط الصحة وإن اختلف أصحابها في شروط صحة الحديث ، قد يكون حديث صحيحا عند أحدهم ، وعند الآخر غير مكتمل شروط الصحة ، وادعى أرباب الصحاح أن كل ما ورد في صحاحهم متوفر الشرائط وصحيح ، وأما المسانيد والكتب الأخرى لم ترتق إلى هذه الدرجة من الصحة ولم يصحح مؤلفوها كل ما أخرجوه في كتبهم إذ كانت عادتهم في ذلك جمع الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة ، وحتى الإمام أحمد بن حنبل الذي جمع أربعين ألف حديث في مسنده لم يلتزم بصحتها جميعا [3] .
[1] وتارة يعدون الموطأ للإمام مالك من ضمن السنن . [2] هذا التعريف والحد جمع بين رأي علماء العامة والشيعة معا . [3] التقريب للنووي : 1 - 2 ، تدريب الراوي 1 : 88 - 99 .