عنه ، فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل ) [1] . وفي مواقف عديدة حث النبي ( صلى الله عليه وآله ) حفاظ الحديث على حفظه ودعا لهم ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( نظر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ) [2] . ودعا لمن يروي الحديث عنه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( نظر الله عبدا سمع مقالتي فبلغها ) [3] . وكم تكرر في أقواله ( صلى الله عليه وآله ) وخاصة في أواخر خطاباته ، قوله : ( فليبلغ الشاهد الغائب ) . هذه الكلمات توضح أهمية الحديث والسنة ، وتوحي بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد بين جميع الأحكام الدينية وجزئياتها من الحلال والحرام ، وفرض تبليغ ذلك على جميع المسلمين ، وخص بذلك المخاطبين والمشافهين منهم . ووصف مبلغي أحاديثه ورواتها بأنهم خلفاؤه [4] . الفرق بين الكتاب والسنة لا فرق بين القرآن والسنة من جهة صدورهما من منبع الوحي ، وأنهما نوران انبثقا من نور واحد ، إلا أنه يمكن حصر الفرق بينهما في الوجوه التالية : الأول : إن القرآن نزل معجزة يتحدى بخلاف السنة إذ أنها فاقدة لصفتي الأعجاز والتحدي . الثاني : إن ألفاظ القرآن الكريم كمعانيه نزلت من لدن الحكيم العليم ، بينما السنة
[1] الاحتجاج للطبرسي 1 : 65 باب احتجاج النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير على الخلق كلهم . . . [2] سنن ابن ماجة 1 : 84 المقدمة باب ( 18 ) باب من بلغ علما ح 230 - 236 ، و ج 2 : 1015 كتاب المناسك باب ( 76 ) باب الخطبة يوم النحر ح 3056 ، سنن الترمذي 5 : 33 كتاب العلم باب ( 7 ) باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ح 2656 - 2658 . [3] تقدم آنفا تحت رقم 2 . [4] من لا يحضره الفقيه 4 : 240 باب النوادر ح 5919 ، صحيح البخاري 1 : 37 كتاب العلم باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب ، جامع بيان العلم وفضله 1 : 38 باب دعاء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لمستمع العلم .