وفي الآخر : قيل لأسامة : لو أتيت فلانا فكلمته . . [1] . 6 - قصة عمر وسمرة بن جندب : أخرج مسلم في صحيحه وأحمد بن حنبل في مسنده قصة بيع سمرة بن جندب ( والي عمر على البصرة ) الخمر وقد جاء اسمه فيهما صريحا مرتين فاقرأ : عمرو بن دينار قال : أخبرني طاووس إنه سمع ابن عباس يقول : بلغ عمر أن سمرة باع خمرا ، فقال : قاتل الله سمرة ، ألم يعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قاتل الله اليهود ، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها ؟ [2] . وأما البخاري الذي أخرج هذا الحديث في صحيحه كذلك فإنه حرفه وعبر عن سمرة بلفظة ( فلان ) فاقرأ ما أخرجه فقال : بلغ عمر أن فلانا باع خمرا ، فقال : قاتل الله فلانا ، ألم يعلم . . . ؟ الحديث [3] . وصرح بذلك أكثر شارحي صحيح البخاري وكذا النووي في شرح صحيح مسلم عند شرحهم لهذا الحديث وأشاروا إلى خيانة البخاري وتحريفه للحديث ولم تخف عليهم هذه المبادرة البخارية . الدليل الخامس : البخاري والنقل بالمعنى ومما يسلب الاطمئنان والاعتماد على صحيح البخاري وعدم الوثوق به أن قسما من أحاديثه قد رويت بالمعنى ، ولم ينقلها مؤلف الصحيح بنفس اللفظ حسب ما سمعها من ناقليها .
[1] صحيح البخاري 4 : 147 كتاب بدء الخلق باب صفة النار وإنها مخلوقة ، و ج 9 : 69 كتاب الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر . [2] صحيح مسلم 3 : 1207 كتاب المساقاة باب ( 13 ) باب تحريم بيع الخمر والميتة ح 72 ، مسند أحمد بن حنبل 1 : 25 باب مسانيد عمر بن الخطاب . [3] صحيح البخاري 3 : 107 كتاب البيوع باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع .