استناد نهج البلاغة للأستاذ امتياز على عرشي تعريب عامر الأنصاري يعد كتاب « نهج البلاغة » من الكتب التي لها أسمى مكانة في الأدب العربي وهو يحتوي على نخبة من خطب سيدنا علي بن أبي طالب ورسائله وحكمه . ومما يضاعف الكتاب أهمية ، أن علي بن أبي طالب كان ، على بلاغته المبتكرة ، أحد الخلفاء الراشدين ، أو إماما معصوما عند طائفة من المسلمين .
والشائع بين أبناء الأدب أن مؤلف الكتاب ، هو الشريف الرضى ذو الحسين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي الشيعي ( 406 ه ، 1015 م ) . وكان أخوه الأكبر الشريف المرتضى ذا المجدين علي بن الحسين المشهور بعلم الهدى ( 436 ه ، 1044 م ) .
روى ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقية عن أستاذه أبى الخير مصدق بن شبيب الواسطي ( 605 ه ، 1208 م ) أنه قال : « قرأت على الشيخ أبى محمد عبد اللَّه بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة . . . . فقلت له : « أتقول إنها منحولة » فقال : « لا واللَّه ، وإني لأعلم أنه كلامه كما أعلم أنك مصدق » . قال فقلت له : « إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضى رحمه اللَّه تعالى » .
فقال : « أنى للرضي ولغير الرضى هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا على رسائل الرضى ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما

2