نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 402
ما أحسب صحابيا إلا وفي اجتهاده نظر إلا " عليا " فقد كان في اجتهاده أمة وحده . أقول ذلك وأشهد به في كل ما عرض أمامه من الاحداث السياسية في الاسلام : اجتهد عمر في الخلافة فألبس أبا بكر رداءها ، واحتج لذلك بأنه أراد درء الفتنة ، ثم تحمل مسؤوليتها ، من بعده . واعترف هو بهذا الذي صنع في أكثر من موضع [17] وحين عرض بعض الصحابة مبايعة ابنه عبد الله بن عمر من بعده قال : بحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد ويسأل عن أمر أمة محمد . أما " علي " فإنه أقام الحجة على الشيخين حين كان منصرفا إلى ما هو أعظم من ذلك وهو تجهيز رسول الله ( ص ) في بيته فلزمت الحجة أبا بكر وعمر بما اجتهدا فيه دون علي ، وصار علي صاحب حق فيما أخذ به دونهما . واجتهد " عبد الرحمن بن عوف " في انتخاب أحد الرجلين علي وعثمان للخلافة وذلك من بين الستة الذين اختارهم عمر ، فقرأ على علي فعثمان نص العهد والميثاق ، وبدأ بعلي لعله يعرفها اللماحون فقبل " علي " من العهد والميثاق ما تستطيعه طاقته البشرية بين يدي الله ورسوله وما تطمئن له نفسه . وقبل عثمان نص العهد والميثاق بما تستطيعه نفسه وبما لا تستطيعه حتى لا تفلت الخلافة من يده . فكان " علي " فيما ارتضاه لنفسه من ميثاق ابن عوف أحرص على الله ورسوله ومصلحة المسلمين من حرصه على منصب الخلافة ، وكان " عثمان " أحرص على ذلك المنصب من حرصه على ما سواه . والله أعلم ، إن كان على يقين مما ألزم به نفسه من حجة أو كان الامر داخل عليه إدخالا ، فإن ذلك من أفعال القلوب التي ينبغي ألا نحكم عليها ، ونكتفي منها بالظاهر دون
[17] جاء في " صحيح البخاري " : كان بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها .
402
نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 402