responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 392


المسلمين تحت نواميس النقد .
فهذه الصفوة لم تكن من نمط واحد من العدالة ، كما أنها لم تسلم من الدخيل عليها ، ولا من التظاهر بالاسلام المخفي للكفر ، على الرغم مما كان يهدف إليه صلوات الله عليه من هداية البشر جميعا ، وما يرجوه من الوصول بهم إلى أسمى درجات الهداية وأعلى منازل الصديقين .
وقد أشار الله في محكم آياته إلى ما كان يعتلج في صدر هذا الرسول الأعظم من رغبة صادقة عنيفة في أخذ الناس جميعا إلى طريق الله ، وميل في السلوك بهم كل سبيل يحقق لهم معاني الهداية ، بلا استثناء فرد واحد من البشر .
وقد أشار الله إلى هذا الخلق العظيم في مواضع كثيرة . فقال في موضع :
( فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر ) [3] .
وقال في آخر : " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) [4] .
وقال في ثالث : ( فذكر إن نفعت الذكرى ) [5] . إلى عشرات الآيات التي تشير إلى اصرار هذا المصلح الأكبر ، ورغبته الشديدة في هداية الناس جميعا ، واشفاقه عليهم من أن يسلكوا غير سبيل الهداية ، وهو في هذا النهج القويم لا يرضى وواحد منهم خارج عن الجماعة .
وقد أثنى الله على رسوله فيما كان يهدف إليه من مثالية في الدعوة إلى الله ، فقال عز من قائل : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وواساه فيما لم يتحقق له من هداية الناس جميعا ، وفيما كان يرجوه من انقاذهم من ضلال الكفر ، وظلام الجهل بما قدمه له من قصص إخوانه الأنبياء والمرسلين في العصور السوالف .



[3] سورة الغاشية الآية 21 .
[4] سورة القصص الآية 56 .
[5] سورة الاعلى الآية 9 .

392

نام کتاب : أحاديث أم المؤمنين عائشة نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست