نام کتاب : أبو طالب حامي الرسول ( ص ) وناصره نویسنده : نجم الدين العسكري جلد : 1 صفحه : 54
حتى بكون مظهرا لأمر الله لا يرده عنه شئ ، قال : فلما رأت قريش محاماة أبي طالب عنه ، وقيامه دونه ، وامتناعه من أن يسلمه ( إليهم ليقتلوه ) مشى إليه رجال من أشراف قريش ذكر أسماءهم وهم ثمانية ، فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا وضلل آراءنا ، فاما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، . فقال لهم أبو طالب : قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله على ما هو عليه يظهر دين الله ، ويدعو إليه ، ثم شرق ( ثم شرى ) الامر بينه وبينهم ( أي تزايد ) تباعدا وتضاغنا ( أي معاداة ) حتى أكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينها ، وتذامروا فيه ، وحض بعضهم بعضا عيله ، فمشوا إلى أبي طالب مرة ثانية ، فقالوا : يا أبا طالب ان لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وانا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وانا والله لا نصبر على شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا ، فاما ان تكفه عنا أو ننازله وإياك ( أي نحاربكما ) حتى يهلك أحد الفريقين ، ثم انصرفوا ، فعظم علي أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم تطب نفسه باسلام ابن أخيه لهم وخذلانه فبعث إليه ، فقال يا ابن أخي إن قومك قد جاؤني فقالوا لي كذا وكذا للذي قالوا فابق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الامر ما لا أطيقه ، قال : فظن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد بدا لعمه فيه بداء ، وانه خاذله ومسلمه ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام دونه ، فقال : يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك ، ثم استعبر باكيا وقام ، فلما ولى ناداه أبو طالب : أقبل يا ابن أخي ، فاقبل راجعا فقال له اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشئ
54
نام کتاب : أبو طالب حامي الرسول ( ص ) وناصره نویسنده : نجم الدين العسكري جلد : 1 صفحه : 54