وأُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ - حَقٌّ وبَاطِلٌ ولِكُلٍّ أَهْلٌ - فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ - ولَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا ولَعَلَّ ولَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ قال السيد الشريف وأقول - إن في هذا الكلام الأدنى من مواقع الإحسان - ما لا تبلغه مواقع الاستحسان - وإن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به - وفيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة - لا يقوم بها لسان ولا يطلع فجها إنسان - ولا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق - وجرى فيها على عرق - * ( وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ومن هذه الخطبة وفيها يقسم الناس إلى ثلاثة أصناف شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ والنَّارُ أَمَامَه - سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وطَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا - ومُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى - الْيَمِينُ والشِّمَالُ مَضَلَّةٌ والطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ - عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وآثَارُ النُّبُوَّةِ - ومِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وإِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ - هَلَكَ مَنِ ادَّعَى و * ( خابَ مَنِ افْتَرى ) * - مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَه لِلْحَقِّ هَلَكَ - وكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَه - لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ - ولَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ - فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ * ( وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ) * - والتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ - ولَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّه ولَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَه