responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 91


الحجة ، وكذلك يجوز أن يستتر الامام المدة الطويلة إذا خاف ولا تبطل حجة الله عز وجل .
فان قالوا : فكيف يصنع من احتاج إلى أن يسأل عن مسالة ؟ قيل له : كما كان يصنع والنبي صلى الله عليه وآله في الغار من جاء إليه ليسلم وليتعلم منه ، فإن كان ذلك سائغا في الحكمة كان هذا مثله سائغا .
ومن أوضح الأدلة على الإمامة أن الله عز وجل جعل آية النبي صلى الله عليه وآله أنه أتى بقصص الأنبياء الماضين عليهم السلام وبكل عليم [ من ] توراة وإنجيل وزبور من غير أن يكون يعلم الكتابة ظاهرا ، أو لقى نصرانيا أو يهوديا فكان ذلك أعظم آياته ، وقتل الحسين بن علي عليهما السلام وخلف علي بن الحسين عليهما السلام متقارب السن كانت سنة أقل من عشرين سنة ، ثم انقبض عن الناس فلم يلق أحدا ولا كان يلقاه إلا خواص أصحابه و كان في نهاية العبادة ولم يخرج عنه من العلم إلا يسيرا لصعوبة الزمان وجور بني أمية ثم ظهر ابنه محمد بن علي المسمى بالباقر عليه السلام لفتقه العلم [1] فأتى من علوم الدين و الكتاب والسنة والسير والمغازي بأمر عظيم ، وأتى جعفر بن محمد عليهما السلام من بعده من ذلك بما كثر وظهر وانتشر ، فلم يبق فن في فنون العلم إلا أتى فيه بأشياء كثيرة ، و فسر القرآن والسنن ، ورويت عنه المغزي وأخبار الأنبياء من غير أن يرى هو وأبوه محمد بن علي أو علي بن الحسين عليهم السلام عند أحد من رواة العامة أو فقهائهم يتعلمون منهم شيئا ، وفي ذلك أدل دليل على أنهم إنما أخذوا ذلك العلم عن النبي صلى الله عليه وآله ، ثم عن علي عليه السلام ، ثم عن واحد واحد من الأئمة ، وكذلك جماعة الأئمة عليهم السلام هذه سنتهم في العلم [2] يسألون عن الحلال والحرام فيجيبون جوابات متفقة من غير أن يتعلموا ذلك من أحد من الناس ، فأي دليل أدل من هذا على إمامتهم وأن النبي صلى الله عليه وآله نصبهم وعلمهم وأودعهم علمه وعلوم الأنبياء عليهم السلام قبله ، وهل رأينا في العادات



[1] في بعض النسخ " لبقره العلم " .
[2] في بعض النسخ " سبيلهم في العلم . "

91

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست