نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 641
وإذا جاز أن يغيب الله عز وجل اسمه الأعظم في الحروف المقطوعة في كتابه الذي هو حجته وكلامه ، فكذلك جائز أن يغيب حجته في الناس عن عباده المؤمنين وغيرهم لعلمه عز وجل أنه متى أظهره وقع من أكثر الناس التعدي لحدود الله في شأنه فيستحقون بذلك القتل ، فان قتلهم لم يجز وفي أصلابهم مؤمنون ، وإن لم يقتلهم لم يجز وقد استحقوا القتل . فالحكمة للغيبة في مثل هذه الحالة موجبة ، فإذا تزيلوا ولم يبق في أصلابهم مؤمن أظهره الله عز وجل فخسف بأعدائه وأبادهم [1] ، ألا ترى المحصنة إذا زنت وهي حبلى لم ترجم حتى تضع ولدها وترضعه إلا أن يتكفل برضاعه رجل من المسلمين ، فهذا سبيل من في صلبه مؤمن إذا وجب عليه القتل لم يقتل حتى يزايله ، ولا يعلم ذلك إلا من يكون حجة من قبل علام الغيوب ، ولهذا لا يقيم الحدود إلا هو ، وهذه هي العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام مجاهدة أهل الخلاف خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل مخالفيه في الأول ؟ قال : لآية في كتاب الله تعالى : " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " ، قال : قلت : وما يعني بتزايلهم ؟ قال : ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين . وكذلك القائم عليه السلام لم يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عز وجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عز وجل فقتلهم . حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال :