نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 615
المجتنب لسخطه ، ثم قال : لا تستقبحن الحسن وإن كان في الفجار ، ولا تستحسنن القبيح وإن كان في الأبرار . ثم قال له : أخبرني أي الناس أولى بالسعادة ؟ وأيهم أولى بالشقاوة ؟ . قال بلوهر : أولاهم بالسعادة المطيع لله عز وجل في أوامره ، والمجتنب لنواهيه ، وأولاهم بالشقاوة العامل بمعصية الله ، التارك لطاعته ، المؤثر لشهوته على رضي الله عز وجل ، قال : فأي الناس أطوعهم لله عز وجل ؟ قال : أتبعهم لامره ، وأقواهم في دينه وأبعدهم من العمل بالسيئات ، قال : فما الحسنات والسيئات ؟ قال : الحسنات صدق النية والعمل ، والقول الطيب ، والعمل الصالح ، والسيئات سوء النية ، وسوء العمل ، والقول السيئ ، قال : فما صدق النية ؟ قال : الاقتصاد في الهمة ، قال : فما سوء [1] القول ؟ قال : الكذب ، قال : فما سوء العمل ( 1 ) ؟ قال : معصية الله عز وجل قال : أخبرني كيف الاقتصاد في الهمة ؟ قال : التذكر لزوال الدنيا وانقطاع أمرها ، والكف عن الأمور التي فيها النقمة والتبعة في الآخرة . قال : فما السخاء ؟ قال : إعطاء المال في سبيل الله عز وجل ، قال : فما الكرم ؟ قال : التقوى ، قال : فما البخل ؟ قال : منع الحقوق عن أهلها وأخذها من غير وجهها قال : فما الحرص ؟ قال : الاخلاد إلى الدنيا ، والطماح إلى الأمور التي فيها الفساد وثمرتها عقوبة الآخرة ، قال : فما الصدق ؟ قال : الطريقة في الدين بأن لا يخادع المرء نفسه ولا يكذبها ، قال : فما الحمق ؟ قال : الطمأنينة إلى الدنيا وترك ما يدوم ويبقى ، قال : فما الكذب ؟ قال : أن يكذب المرء نفسه فلا يزال بهواه شعفا ولدينه مسوفا ، قال : أي الرجال أكملهم في الصلاح ؟ قال : أكملهم في العقل وأبصرهم بعواقب الأمور ، وأعلمهم بخصومة ، وأشدهم منهم احتراسا ، قال : أخبرني ما تلك العاقبة وما أولئك الخصماء الذين يعرفهم العاقل فيحترس منهم ؟ قال : العاقبة الآخرة والفناء الدنيا ، قال : فما الخصماء ؟ قال : الحرص والغضب والحسد الحمية والشهوة والرياء واللجاجة .