responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 56


رجل من ولد الحسن عليه السلام تثبت به حجة الله ، فقد وجب بالاضطرار للحسن ولد قائم عليه السلام .
وقل يا أبا جعفر - أسعدك الله - لأبي الحسن أعزه الله [1] : يقول محمد بن عبد الرحمن قد أوجدناك إنية المدعى له فأين المهرب ؟ هل تقر على نفسك بالابطال كما ضمنت أو يمنعك الهوى من ذلك فتكون كما قال الله تعالى : " وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم " [2] .
فأما ما وسم به أهل الحق من اللابدية لقولهم : " لا بد ممن تجب به حجة الله " فيا عجبا فلا يقول أبو الحسن لا بد ممن تجب به حجة الله ؟ وكيف لا يقول وقد قال عند حكايته عنا وتعييره إيانا : " أجل لا بد من وجوده فضلا عن كونه " فإن كان يقو ل ذلك فهو وأصحابه من اللابدية وإنما وسم نفسه وعاب إخوانه ، وإن كان لا يقول ذلك فقد كفينا مؤونة تنظيره ومثله بالبيت والسراج ، وكذا يكون حال من عاند أولياء الله يعيب نفسه من حيث يرى أنه يعيب خصمه ، والحمد لله المؤيد للحق بأدلته . ونحن نسمي هؤلاء بالبدية إذ كانوا عبدة البد قد عكفوا على ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا . وهكذا هؤلاء ، ونقول : يا أبا الحسن - هداك الله - هذا حجة الله على الجن والإنس ومن لا تثبت حجته على الخلق إلا بعد الدعاء والبيان محمد صلى الله عليه وآله قد أخفى شخصه في الغار حتى لم يعلم بمكانه ممن احتج الله عليهم به إلا خمسة نفر [3] .



[1] يعنى بأبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة ، وبأبي الحسن علي بن أحمد ابن بشار .
[2] الانعام : 119 .
[3] المراد بالخمسة : علي بن أبي طالب ، وأبو بكر ، وعبد الله بن أريقط الليثي ، وأسماء بنت أبي بكر ، وعامر بن فهيرة . والقصة كما في إعلام الورى هكذا : بقي رسول صلى الله عليه وآله في الغار ثلاثة أيام ، ثم اذن الله له في الهجرة وقال : يا محمد اخرج عن مكة فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب . فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل راع لبعض قريش يقال له ابن أريقط فدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : يا ابن أريقط أئتمنك على دمى ؟ قال إذا أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك فأين تريد يا محمد ؟ قال : يثرب ، قال : والله لأسلكن بك مسلكا لا يهتدى إليه أحد ، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ائت عليا وبشره بان الله قد أذن لي في الهجرة فيهيئ لي زادا وراحلة . وقال أبو بكر : ائت أسماء بنتي وقل لها : تهيا لي زادا وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا - وكان من موالي أبى بكر وقد كان أسلم - قل له : ائتنا بالزاد والراحلتين ، فجاء ابن أريقط إلى علي وأخبره بذلك فبعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بزاد و راحلة ، وبعث ابن فهيرة بزاد وراحلتين . وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الغار وأخذ به ابن أريقط على طريق نخلة بين الجبال فلم يرجعوا إلى الطريق الا بقديد .

56

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست