نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 551
أحمد بن عيسى أبو بشير العقيلي ، عن أبي حاتم ، عن أبي قبيصة ، عن ابن الكلبي ، عن أبيه قال : سمعت شيوخا من بجيلة ما رأيت على سروهم [1] ولا حسن هيئتهم ، يخبرون أنه عاش شق الكاهن ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا : أوصنا فقد آن أن يفوتنا بك الدهر ، فقال : تواصلوا ولا تقاطعوا ، وتقابلوا ولا تدابروا ، و بلوا الأرحام [2] واحفظوا الذمام ، وسودوا الحليم ، وأجلوا الكريم ، ووقروا ذا الشيبة وأذلوا اللئيم ، وتجنبوا الهزل في مواضع الجد ، ولا تكدروا الانعام بالمن ، واعفوا إذا قدرتم ، وهادنوا إذا عجزتم ، وأحسنوا إذا كويدتم [3] واسمعوا من مشايخكم ، واستبقوا دواعي الصلاح عند إحن العداوة فإن بلوغ الغاية في النكاية جرح بطئ الاندمال ، وإياكم والطعن في الأنساب ، لا تفحصوا عن مساويكم [4] ، ولا تودعوا عقايلكم غير مساويكم [5] فإنها وصمة فادحة وقضأة فاضحة [6] ، الرفق الرفق لا الخرق فإن الخرق مندمة في العواقب ، مكسبة للعواتب ، الصبر أنفذ عتاب [7] ، والقناعة خير مال والناس أتباع الطمع ، وقرائن الهلع ، ومطايا الجزع ، وروح الذل التخاذل ، ولا تزالون ناظرين بعيون نائمة ما اتصل الرجاء بأموالكم والخوف بمحالكم . ثم قال : يا لها نصيحة زلت عن عذبة فصيحة إذا كان وعاؤها وكيعا [8] ومعدنها منيعا ، ثم مات . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : أن مخالفينا يروون مثل هذه الأحاديث
[1] السرو - بفتح السين المهملة وسكون الراء والواو آخرا - : المروءة في شرف . [2] في النهاية فيه " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " أي ندوها بصلتها وهم يطلقون اليبس على القطيعة . [3] من الكيد . [4] يعنى مساوئ بنى نوعكم . [5] العقيلة : الكريمة أي لا تزوجوا بناتكم الا ممن يساويكم في الشرف . [6] الوصمة : العار والعيب . والفادح : الثقيل وقضأة فاضحة أي عيب وفساد و تقضؤوا منه أن يزوجوه أي استخسوا حسبه . [7] في بعض النسخ " أنفذ عتاد " . [8] وعاء وكيع أي شديد متين .
551
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 551