responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 548


وكيف رأيت الدهر ؟ .
فقال : أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا ، ونهارا يشبه نهارا ، ومولودا يولد ، وميتا يموت ، ولم أدرك أهل زمان إلا وهم يذمون زمانهم ، وأدركت من قد عاش ألف سنة فحدثني عمن كان قبله قد عاش ألفي سنة [1] .
وأما ما سمعت فإنه حدثني ملك من ملوك حمير أن بعض الملوك التبابعة [2] ممن قد دانت له البلاد ، وكان يقال له : ذو سرح كان أعطى الملك في عنفوان شبابه ، وكان حسن السيرة في أهل مملكته ، سخيا فيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة ، وكان كثيرا يخرج في خاصته إلى الصيد والنزهة ، فخرج يوما في بعض متنزهه فأتى على حيتين إحديهما بيضاء كأنها سبيكة فضة والأخرى سوداء كأنها حممة [3] وهما تقتتلان وقد غلبت السوداء على البيضاء ، فكادت تأتي على نفسها ، فأمر الملك بالسوداء فقتلت ، وأمر بالبيضاء فاحتملت حتى انتهى بها إلى عين من ماء نقي عليها شجرة فأمر فصب الماء عليها وسقيت حتى رجعت إليها نفسها ، فأفاقت فخلي سبيلها فانسابت الحية فمضت لسبيلها ، ومكث الملك يومئذ في متصيده ونزهته فلما أمسى رجع إلى منزله وجلس على سريره في موضع لا يصل إليه حاجب ولا أحد ، فبينا هو كذلك إذ رآى شابا أخذ بعضادتي الباب وبه من الشباب والجمال شئ لا يوصف ، فسلم عليه ، فذعر منه الملك فقال له :
من أنت ؟ ومن أذن لك في الدخول إلي في هذا الموضع الذي لا يصل إلي فيه حاجب ولا غيره ؟ فقال له الفتى : لا ترع أيها الملك إني لست بأنسي ولكني فتى من الجن أتيتك لأجازيك ببلائك الحسن الجميل عندي ، قال الملك : وما بلائي عندك ؟ قال :
أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا والأسود الذي قتلته وخلصتني منه كان غلاما لنا



[1] راجع مكالمته مع معاوية كتاب " المعمرون " لأبي حاتم السجستاني ص 50 .
[2] ملوك التبابعة هم بنو حمير كانوا باليمن ، وإنما سموا تبابعة لأنه يتبع بعضهم بعضا ، كلما هلك واحد منهم قام بعده واحد آخر ولم يكونوا يسمون الملك منهم بتبع حتى يملك اليمن .
[3] الحمم : الرماد والفحم وكل ما احترق من النار ، الواحدة حممة . ( الصحاح ) .

548

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست