نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 545
قد ذكرنا بعضها في كتابنا هذا . قال أبو محمد العلوي [ رضي الله عنه ] : فحدثنا هذا الشيخ أعني علي بن عثمان المغربي ببدء خروجه من بلدة حضر موت ، وذكر أن أباه خرج هو وعمه محمد وخرجا به معهما يريدون الحج وزيارة النبي صلى الله عليه وآله فخرجوا من بلادهم من حضر موت وساروا أياما ، ثم أخطأوا الطريق وتاهوا في المحجة فأقاموا تائهين ثلاثة أيام وثلاث ليال علي غير محجة فبينا هم كذلك إذا وقعوا على جبال رمل يقال لها : رمل عالج ، متصل برمل إرم ذات العماد . قال : فبينما نحن كذلك إذا نظرنا إلى أثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثرها ، فأشرفنا على واد وإذا برجلين قاعدين على بئر أو على عين ، قال : فلما نظرا إلينا قام أحدهما فأخذ دلوا فأدلاه فاستقى فيه من تلك العين أو البئر ، واستقبلنا وجاء إلى أبي فناوله الدلو فقال أبي : قد أمسينا ننيخ [1] على هذا الماء ونفطر إن شاء الله ، فصار إلى عمي وقال له : اشرب فرد عليه كما رد عليه أبي ، فناولني وقال لي : اشرب فشربت فقال لي : هنيئا لك إنك ستلقى علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبره أيها الغلام بخبرنا وقل له : الخضر وإلياس يقرئانك السلام ، وستعمر حتى تلقى المهدي وعيسى بن - مريم عليهما السلام فإذا لقيتهما فأقرئهما منا السلام ، ثم قالا : ما يكونان هذان منك ؟ فقلت : أبي وعمي ، فقالا : أما عمك فلا يبلغ مكة ، وأما أنت وأبوك فستبلغان ويموت أبوك وتعمر أنت ولستم تلحقون النبي صلى الله عليه وآله لأنه قد قرب أجله . ثم مرا فوالله ما أدري أين مرا في السماء أو في الأرض فنظرنا فإذا لا بئر ولا عين ولا ماء ، فسرنا متعجبين من ذلك إلى أن رجعنا إلى نجران فاعتل عمي ومات بها وأتممت أنا وأبي حجنا ووصلنا إلى المدينة فاعتل أبي ومات ، وأوصى بي إلى علي بن - أبي طالب عليه السلام فأخذني وكنت معه أيام أبي بكر وعمر وعثمان وأيام خلافته حتى قتله ابن ملجم لعنه الله .