responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 540


وبعد الأياس عزم على الانصراف حذرا على التلف لفناء الزاد والماء ، والخدم الذين كانوا معنا ضجروا فأوجسوا التلف على أنفسهم [1] وألحوا على والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت من الرحل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء أبيض اللون ، عذب لذيذ ، لا بالصغير من الأنهار ولا بالكبير ، ويجري جريانا لينا فدنوت منه وغرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاثة فوجدته عذبا باردا لذيذا ، فبادرت مسرعا إلي الرحل وبشرت الخدم بأني قد وجدت الماء ، فحملوا ما كان معنا من القرب والأدوات لنملأها ، ولم أعلم أن والدي في طلب ذلك النهر وكان سروري بوجود الماء ، لما كنا عدمنا الماء وفنى ما كان معنا ، وكان والدي في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فجهدنا وطفنا ساعة هوية [2] على أن نجد النهر ، فلم نهتدي إليه حتى أن الخدم كذبوني وقالوا لي : لم تصدق ، فلما انصرفت إلى الرحل وانصرف والدي أخبرته بالقصة فقال لي : يا بني الذي أخرجني إلى هذا المكان وتحمل الخطر كان لذلك النهر ولم أرزق أنا وأنت رزقته وسوف يطول عمرك حتى تمل الحياة ، و رحلنا منصرفين وعدنا إلى أوطاننا وبلدنا وعاش والدي بعد ذلك سنيات ثم توفي رضي الله عنه .
فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة وكان ( قد ) اتصل بنا وفاة النبي صلى الله عليه وآله و وفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأقمت معه ، أخدمه وشهدت معه وقايع وفي وقعة صفين أصابتني هذه الشجة من دابته ، فما زلت مقيما معه إلى أن مضى لسبيله عليه السلام ، فألح علي أولاده وحرمه أن أقيم عندهم فلم أقم وانصرفت إلى بلدي .
وخرجت أيام بني مروان حاجا وانصرفت مع أهل بلدي إلى هذه الغاية ما خرجت في سفر إلا ما كان [ إلي ] الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري وطول عمري فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني ويسألوني عن سبب طول عمري وعما شاهدت و



[1] في بعض النسخ " في أنفسهم " وفى بعضها " وخشوا على أنفسهم " .
[2] أي زمانا طويلا .

540

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست