نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 529
طرق الباب فقالت أمه : ادخل ، فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيها [1] ، فقالت له أمه : اسكت وانزل هذا محمد قد أتاك فسكت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أهو هو . فلما كان في اليوم الثالث صلى النبي صلى الله عليه وآله بأصحابه الفجر ، ثم نهض ونهض القوم معه حتى أتى ذلك المكان فإذا هو في غنم له ينعق بها ، فقالت له أمه : اسكت و اجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأها بهم النبي صلى الله عليه وآله في صلاة الغداة ، ثم قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني . فقال النبي صلى الله عليه وآله : إني قد خبأت لك خبيئا فما هو ؟ فقال : الدخ الدخ [2] فقال النبي صلى الله عليه وآله : إخسأ فإنك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ولن تنال إلا ما قدر لك . ثم قال لأصحابه : أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والا عراب ، يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها [3] . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان ، ولا يصدقون بأمر القائم عليه السلام وأنه يغيب مدة طويلة ، ثم يظهر فيملأ
[1] الغر - بالتحريك - التطريب في الصوت والغناء . [2] يعنى الدخان ، وخبأت أي سترت . [3] لابتا المدينة : حرتاه ، واللابة : الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود التي فد ألبستها لكثرتها .
529
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 529