responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 4


ثم مضى صلوات الله عليه ، فانتبهت فزعا إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى إلى وقت طلوع الفجر ، فلما أصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي الله وحجته ، مستعينا بالله ومتوكلا عليه ومستغفرا من التقصير ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
الخليفة قبل الخليقة : [1] اما بعد فان الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة - الآية " [2] فبدأ عز وجل بالخليفة قبل الخليقة ، فدل ذلك على أن الحكمة في الخليفة أبلغ من الحكمة في الخليقة ، فلذلك ابتدأ به لأنه سبحانه حكيم ، والحكيم من يبدء بالأهم دون الأعم ، وذلك تصديق قول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام حيث يقول : " الحجة قبل الخلق ، ومع الخلق ، وبعد الخلق " ولو خلق الله عز وجل الخليقة خلوا من الخليفة لكان قد عرضهم للتلف ، ولم يردع السفيه عن سفهه بالنوع الذي توجب حكمته من إقامة الحدود وتقويم المفسد . و اللحظة الواحدة لا تسوغ الحكمة ضرب صفح عنها [3] ، إن الحكمة تعم كما أن الطاعة تعم ، ومن زعم أن الدنيا تخلو ساعة من إمام لزمه أن يصحح مذهب البراهمة في إبطالهم الرسالة ، ولولا أن القرآن نزل بأن محمدا صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء لوجب كون رسول في كل وقت ، فلما صح ذلك لارتفع معنى كون الرسول بعده وبقيت الصورة المستدعية للخليفة في العقل ، وذلك أن الله تقدس ذكره لا يدعو إلى سبب إلا بعد أن يصور في العقول حقائقه ، وإذا لم يصور ذلك لم تتسق الدعوة ولم تثبت الحجة ، وذلك أن الأشياء تألف أشكالها ، وتنبو عن أضدادها . فلو كان في العقل إنكار الرسل لما بعث الله عز وجل نبيا قط .
مثال ذلك الطبيب يعالج المريض بما يوافق طباعه ، ولو عالجه بدواء يخالف طباعه أدى ذلك إلى تلفه ، فثبت أن الله أحكم الحاكمين لا يدعو إلى سبب إلا وله في



[1] العنوان هنا وما يأتي في المقدمة منا أضفناها تسهيلا للباحثين .
[2] البقرة : 30 .
[3] يعنى عن إقامة الحدود .

4

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست