نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 397
عليه السلام فإن الله عز وجل خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ، وأكرمه بكرامة لم يكرم بها أحدا ثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا وذلك الخروج من الجنة وهي المصيبة التي لا جبر لها ، ثم ابتلى إبراهيم عليه السلام من بعده بالحريق وابتلي ابنه بالذبح ، ويعقوب بالحزن والبكاء ، ويوسف بالرق ، وأيوب بالسقم ، ويحيى بالذبح ، و زكريا بالقتل ، وعيسى بالأسر [1] وخلقا من خلق الله كثيرا لا يحصيهم إلا الله عز وجل . فلما فرغ من هذا الكلام قال لهم : انطلقوا فعزوا أم الإسكندروس لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها ، فلما دخلوا عليها قالوا لها : هل حضرت الجمع اليوم وسمعت الكلام ؟ قالت لهم : ما خفي عني من أمركم شئ ولا سقط عني من كلامكم شئ ، وما كان فيكم أحد أعظم مصيبة بإسكندروس مني ، ولقد صبرني الله تعالى وأرضاني وربط على قلبي ، وإني لأرجو أن يكون أجري على قدر ذلك ، وأرجو لكم من الاجر بقدر ما رزيتم من فقد أخيكم وأن تؤجروا على قدر ما نويتم في أمه وأرجو أن يغفر الله لي ولكم ويرحمني وإياكم ، فلما رأوا حسن عزائها وصبرها انصرفوا عنها وتركوها ، وانطلق ذو القرنين يسير على وجهه
[1] ان قلت : ان ذا القرنين كان قبل ميلاد عيسى عليه السلام بقرون فكيف يصح ذلك القول ؟ وقلت إن قلنا إنه بعد الميلاد فكيف يلائم قوله في آخر الخبر " وكان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عز وجل إلى يوم قبضه الله خمسمائة عام " . قلنا : الامر في أمثال هذه القصص الغير المنقولة عن المعصوم سهل . وأوردها المصنف - رحمه الله - طردا للباب نظير الذيول التي تداول في عصرنا في جميع المؤلفات من المؤلفين ولعل المصنف رحمه الله أوردها لأجل المواعظ البالغة التي ذكر في آخرها ولكن اعلم أنه ( ره ) لم يحتج بأمثال هذه القصص وجلت ساحته عن الاحتجاج بها ، ثم راجع في تحقيق ذي القرنين بحار الأنوار ج 12 ص 208 إلى 215 من الطبع الحروفي .
397
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 397