responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 353


يقول : سيدي غيبتك نفت رقادي ، وضيقت علي مهادي ، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري [1] عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها ، وبواقي أشدها وأنكرها [2] ونوائب مخلوطة بغضبك ، ونوازل معجونة بسخطك .
قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها ، وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل ، والحادث الغائل [3] ، وظننا أنه سمت لمكروهة قارعة [4] ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك [5] وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ .
قال : فزفر [6] الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد عنها خوفه ، و قال : ويلكم [7] نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده عليهم السلام ، وتأملت منه مولد غائبنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم ،



[1] يفتر أي يخرج بفتور وضعف
[2] الغوابر جمع غابر : نقيض الماضي . والغوابر والبواقي في قبال الدوارج والسوالف في المستثنى منه ، وصحف في بعض النسخ والبحار بالعوائر والتراقي وتكلف العلامة المجلسي - رحمه الله - في توجيهه ، وحاصل المعنى : انه ما يسكن بي شئ من البلايا الماضية الا وعوض عنه من الأمور الآتية بأعظم منها .
[3] الغائل : المهلك والغوائل . الدواهي .
[4] سمت لهم أي هيأ لهم وجه الكلام والرأي .
[5] استنزف الدمع : استنزله أو استخرجه كله .
[6] زفر الرجل : اخرج نفسه مع مده إياه . والزفرة : التنفس مع مد النفس .
[7] قد يرد الويل بمعنى التعجب ( النهاية ) .

353

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست