نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 219
تبارك وتعالى في كتابه " ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب و يوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " [1] فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من الاباء والاخوان و الذرية وهو قول الله عز وجل في كتابه : " فإن يكفر بها ( أمتك ) فقد ولكنا " أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا ولا أضيع الايمان الذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك [2] وولاة من بعدك وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذ ب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء ، فهذا تبيان ما بينه الله عز وجل من أمر هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله ، إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه وجعل لهم أجر المودة و أجرى لهم الولاية وجعلهم أوصياءه وأحباءه وأئمته بعده في أمته [3] ، فاعتبروا أيها الناس فيما قلت وتفكروا حيث وضع الله عز وجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته ، فإياه فتعلموا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم به حجة يوم القيامة والفوز ، فإنهم صلة ما بينكم وبين ربكم ولا تصل الولاية إلى الله عز وجل إلا بهم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقا على الله أن يذله ويعذبه [4] . وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة ، فأما نوح فإنه أرسل إلى من في الأرض
[1] الانعام 84 إلى 90 . [2] في بعض النسخ " بعدك علماء أمتك " وفى بعضها " بعدك علماء عنك وولاة - الخ " . [3] في بعض النسخ " وحججه ثابتة بعده في أمته " . [4] هنا تمام الخبر كما في روضة الكافي تحت رقم 92 ، والظاهر أن الباقي من كلام المؤلف أخذه من الاخبار .
219
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 219