responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 208


البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف مؤتزر بها ، و شملة مرتد بها ، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ، ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة ؟
قال : فقال : نعم ، قال : قلت له : ألك عين ؟ قال : يا بني أي شئ هذا من السؤال إذا ترى شيئا كيف تسأل عنه ؟ فقلت : هكذا مسألتي قال : يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء ، قلت : أجبني فيها ، قال : فقال لي : سل ، قال : قلت : ألك عين ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فما تري بها ؟ قال : الألوان والأشخاص ، قال : قلت : ألك أنف ؟ قال : نعم قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أشم به الرائحة ، قال : قلت : ألك لسان ؟ قال : نعم ، قال :
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتكلم به قال : قلت : ألك أذن ؟ قال : نعم قال : قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات ، قال : قلت : أفلك يدان ؟ قال : نعم قال : قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما وأعرف بهما اللين من الخشن ، قال : قلت : ألك رجلان ؟ قال :
نعم ، قال : قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان ، قال : قلت : ألك فم ؟
قال : نعم ، قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم على اختلافها ، قال : قلت : أفلك قلب ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أميز به كلما ورد على هذه الجوارح [1] ، قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة ؟ قال : يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فليقر به اليقين ويبطل الشك ، قال : قلت : فإنما أقام الله عز وجل القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم ، قال : قلت : ولا بد من القلب وإلا لم يستيقن الجوارح ؟
قال : نعم ، قال : قلت : يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه ، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك يرد إليك شكك وحيرتك ؟ قال : فسكت ، ولم يقل لي شيئا ، قال : ثم التفت إلي فقال :



[1] في بعض النسخ " أميز به الأمور الواردة على هذه الجوارح " .

208

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست