نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 155
غنم أبيه يرعاها فاشتد الحرب وأصاب الناس جهد ، فرجع أبوه وقال لداود : احمل إلى إخوتك طعاما يتقوون به على العدو ، وكان عليه السلام رجلا قصيرا قليل الشعر طاهر القلب ، أخلاقه نقية ، فخرج والقوم متقاربون بعضهم من بعض قد رجع كل واحد منهم إلى مركزه ، فمر داود عليه السلام على حجر فقال الحجر له بنداء رفيع : يا داود خذني فاقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله . فأخذه ووضعه في مخلاته التي كانت تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها غنمه ، فلما دخل العسكر سمعهم يعظمون أمر جالوت ، فقال لهم : ما تعظمون من أمره فوالله لئن عاينته لأقتلنه ، فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال له : يا فتى ما عندك من القوة وما جربت من نفسك ؟ قال : قد كان الأسد يعدوا على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه وأفك لحييه عنها فاخذها من فيه ، وكان الله تبارك وتعالى أوحى الله إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها ، فدعا بدرعه فلبسها داود عليه السلام فاستوت عليه فراع [1] ذلك طالوت ومن حضره من بني إسرائيل فقال : عسى الله أن يقتل به جالوت ، فلما أصبحوا والتقى الناس قال داود عليه السلام : أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه [2] وتنكس عن دابته فقال الناس : قتل داود جالوت ، وملكه الناس [3] حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر ، واجتمعت عليه بنو إسرائيل وأنزل الله تبارك وتعالى عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له [4] وأمر الجبال والطير أن تسبح معه ، وأعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا ، وأعطاه قوه في العبادة . وأقام في بني إسرائيل نبيا . وهكذا [4] يكون سبيل القائم عليه السلام له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه ، وأنطقه الله عز وجل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله ، وله سيف
[1] أي أعجب من راعه يروعه أي أفزعه وأعجبه . [2] دمغه أي شجه حتى بلغت الشجة الدماغ . [3] أي عدوه ملكا لهم ، وفى بعض النسخ " وملكه الله عز وجل الناس " . [4] قالوا إنما كشف ذوب الحديد قبل ميلاد المسيح بألف سنة وهو زمان داود عليه السلام . ويسمونه عصر الحديد وفى التنزيل : " وألنا له الحديد " . [4] كلام المؤلف .
155
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 155