نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 151
على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا . فروي أن موسى عليه السلام قال لها : وجهني إلى الطريق وامشي خلفي فإنا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء " فلما جاءه وقص عليه القصص قال : لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحديهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين * قال إني أريد أن أنكحت إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك " . فروي أنه قضى أتمهما لان الأنبياء عليهم السلام لا يأخذون إلا بالفضل والتمام . فلما قضي موسى الاجل وسار بأهله نحو بيت المقدس أخطأ عن الطريق ليلا فرأي نارا فقال لأهله : امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو بخبر من الطريق ، فلما انتهى إلى النار إذا شجرة تضطرم [1] من أسفلها إلى أعلاها ، فلما دنا منها تأخرت عنه فرجع وأوجس في نفسه خيفة ، ثم دنت منه الشجرة فنودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ، وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبر أولم يعقب فإذا حية مثل الجذع لأسنانها [2] صرير يخرج منها مثل لهب النار ، فولى موسى مدبرا فقال له ربه عز وجل : ارجع فرجع وهو يرتعد وركبتاه تصطكان ، فقال : يا إلهي هذا الكلام الذي أسمع كلامك ؟ قال : نعم فلا تخف ، فوقع عليه الأمان فوضع رجله على ذنبها ، ثم تناول لحييها فإذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا ، وقيل له : اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي . فروى أنه أمر بخلعهما لأنهما كانتا من جلد حمار ميت . ( وروي في قوله عز وجل " فاخلع نعليك " أي خوفيك : خوفك من ضياع أهلك وخوفك من فرعون ) . ثم أرسله الله عز وجل إلى فرعون وملائه بآيتين بيده والعصا . فروي عن الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه : كن لما لا ترجوا أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى
[1] الضرام : اشتعال النار واضطرمت النار إذا التهبت . ( الصحاح ) . [2] في بعض النسخ " لأنيابها " . والجذع من الدواب الشاب الفتى فمن الإبل ما دخل في السنة الخامسة ومن البقر والمعز ما في الثانية ومن الضأن ما تمت له سنة .
151
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 151