responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 120


يصلح أن يكون إماما للمسلمين والذين غابوا لا حجة لهم علينا ، وفي هذا أدل دليل على أن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي " ليس ما يسبق إلى قلوب الامامية والزيدية . وللنظام [1] وأصحابه أن يقولوا : وجدنا الذي لا يفارق الكتاب هو الخبر القاطع للعذر ، فإنه ظاهر كظهور الكتاب ينتفع به ، ويمكن اتباعه والتمسك به .
فأما العترة فلسنا نشاهد منهم عالما يمكن أن نقتدي به ، وإن بلغنا عن واحد منهم مذهب بلغنا عن آخر أنه يخالفه ، الاقتداء بالمختلفين فاسد ، فكيف يقول صاحب الكتاب ؟ .
ثم اعلم أن النبي صلى الله عليه وآله لما أمرنا بالتمسك بالعترة كان بالعقل والتعارف و السيرة ما يدل على أنه أراد علماءهم دون جهالهم ، والبررة الأتقياء دون غيرهم ، فالذي يجب علينا ويلزمنا أن ننظر إلى من يجتمع له العلم بالدين مع العقل والفضل والحلم والزهد في الدنيا والاستقلال بالامر فنقتدي به ونتمسك بالكتاب وبه .
وإن قال : فان اجتمع ذلك في رجلين وكان أحدهما ممن يذهب إلى مذهب الزيدية والآخر إلى مذهب الإمامية بمن يقتدى منهما ولمن يتبع ؟ قلنا له : هذا لا يتفق ، فان اتفق فرق بينهما دلالة واضحة إما نص من إمام تقدمه وإما شئ يظهر في علمه كما ظهر في أمير المؤمنين يوم النهر حين قال : " والله ما عبروا النهر ولا يعبروا ، والله ما يقتل منكم عشرة ولا ينجوا منهم عشرة " وإما أن يظهر من أحدهما مذهب يدل على أن الاقتداء به لا يجوز كما ظهر من علم الزيدية القول بالاجتهاد والقياس في الفرائض السمعية والاحكام فيعلم بهذا أنهم غير أئمة . ولست أريد بهذا القول زيد ابن علي وأشباهه لان أولئك لم يظهروا ما ينكر ولا ادعوا أنهم أئمة وإنما



[1] هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري ابن أخت أبى هذيل العلاف شيخ المعتزلة . وكان النظام صاحب المعرفة بالكلام أحد رؤساء المعتزلة ، أستاذ الجاحظ . ولقب بالنظام - كشداد - لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة ويبيعها . وقالت المعتزلة : إنما سمى ذلك لحسن كلامه نثرا ونظما ( الكنى والألقاب للمحدث القمي ) .

120

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست