نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 107
الكتاب أن يقول : " ومنهم فرقة قطعت على موسى " ؟ وأعجب من هذا قوله " حتى انتهوا إلى الحسن فادعوا له ابنا " وقد كانوا في حياة علي بن محمد وسموا للإمامة ابنه محمدا إلا طائفة من أصحاب فارس بن حاتم ، وليس يحسن بالعاقل أن يشنع على خصمة بالباطل الذي لا أصل له . والذي يدل على فساد قول القائلين بامامة محمد هو بعينه ما وصفناه في باب إسماعيل ابن جعفر لان القصة واحدة وكل واحد منهما مات قبل أبيه ، ومن المحال أن يستخلف الحي الميت ويوصي إليه بالإمامة ، وهذا أبين فسادا من أن يحتاج في كسره إلى كثرة القول . والفصل بيننا وبين القائلين بامامة جعفر أن حكاية القائلين بإمامته عنه اختلفت وتضادت لان منهم ومنا من حكى عنه أنه قال : " إني إمام بعد أخي محمد " ومنهم من حكى عنه أنه قال : " إني إمام بعد أخي الحسن " ومنهم من قال : إنه قال : " إني إمام بعد أبي علي بن محمد " . وهذه أخبار كما ترى يكذب بعضها بعضا ، وخبرنا في أبي الحسن بن علي خبر متواتر لا يتناقض وهذا فصل بين ، ثم ظهر لنا من جعفر ما دلنا على أنه جاهل ، بأحكام الله عز وجل وهو أنه جاء يطالب أم أبي محمد بالميراث وفي حكم آبائه " أن الأخ لا يرث مع الام " فإذا كان جعفر لا يحسن هذا المقدار من الفقه حتى تبين فيه نقصه وجهله ، كيف يكون إماما ؟ وإنما تعبدنا الله بالظاهر من هذه الأمور ولو شئنا أن نقول لقلنا وفيما ذكرناه كفاية ودلالة على أن جعفرا ليس بامام . وأما قوله : " إنهم ادعوا للحسن ولدا " فالقوم لم يدعوا ذلك إلا بعد أن نقل إليهم أسلافهم حاله وغيبته وصورة أمره واختلاف الناس فيه عند حدوث ما يحدث ، وهذه كتبهم فمن شاء أن ينظر فيها فلينظر . وأما قوله : " إن كل هذه الفرق يتشاحون [1] ويكفر بعضهم بعضا " فقد صدق
[1] أي يتنازعون . وتشاح القوم أو الخصمان في الجدل : أراد كل أن يكون هو الغالب .
107
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 107