responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كامل الزيارات نویسنده : جعفر بن محمد بن قولويه    جلد : 1  صفحه : 444


الباب ( 88 ) فضل كربلاء وزيارة الحسين ( عليه السلام ) [ 674 ] 1 - حدثني ( 1 ) أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي


1 - زيادة في النسخ نقلناها كما وجدناها : للحسين بن أحمد بن المغيرة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم رحمه الله مصنف هذا الكتاب ونقل عنه ، وهو عن زائدة ، عن مولانا علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ذهب على شيخنا رحمه الله ان يضمنه كتابه هذا ، وهو مما يليق بهذا الباب ، ويشتمل أيضا على معان شتى حسن تام الألفاظ ، أحببت ادخاله ، وجعلته أول الباب ، وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها مما يجري مجراها يستدل بها على صحة قبر مولانا الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء ، لان كثيرا من المخالفين ينكرون ان قبره بكربلاء ، كما ينكرون ان قبر مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالغري بظهر الكوفة . وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي رحمه الله ، مما نقله عن مزاحم بن عبد الوارث البصري ، باسناده عن قدامة بن زائدة ، عن أبيه زائدة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، وقد ذاكرت شيخنا ابن قولويه بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه ، فما قضى ذلك ، وعاجلته منيته رضي الله عنه والحقه بمواليه ( عليهم السلام ) . وهذا الحديث داخل فيما أجاز لي شيخي رحمه الله ، وقد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة والنقصان والتقديم والتأخير فيهما حتى صح بجميعه عمن حدثني به أولا ثم الان ، وذلك اني ما قرأته على شيخي رحمه الله ولا قرأه علي ، غير اني أرويه عمن حدثني به عنه ، وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش ، قال : حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري رحمه الله ، قال : حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن سلام بن يسار ( سيار خ ل ) الكوفي ، قال : حدثني أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي ، قال : حدثني نوح بن دراج ، قال : حدثني قدامة بن زائدة ، عن أبيه ، قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : بلغني يا زائدة انك تزور قبر أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) أحيانا ، فقلت : ان ذلك لكما بلغك ، فقال لي : فلما ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من حقنا ، فقلت : والله ما أريد بذلك الا الله ورسوله ، ولا احفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه ، فقال : والله ان ذلك لكذلك ، فقلت : والله ان ذلك لكذلك - يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا - فقال : ابشر ثم ابشر ثم فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون . فإنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي ( عليه السلام ) وقتل من كان معه من ولده واخوته وسائر أهله ، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة ، فجعلت انظر إليهم صرعي ولم يواروا ، فعظم ذلك في صدري واشتد لما اري منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي ( عليه السلام ) ، فقالت : ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي ، فقلت : وكيف لا أجزع وأهلع وقد أري سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مضر جين بدمائهم ، مرملين بالعري ، مسلبين ، لا يكفنون ولا يوارون ، ولا يعرج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر ، فقالت : لا يجز عنك ما تري فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى جدك وأبيك وعمك ، ولقد اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة ، وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء ، لا يدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزداد اثره الا ظهورا ، وأمره الا علوا . فقلت : وما هذا العهد وما هذا الخبر ، فقالت : نعم حدثتني أم أيمن ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زار منزل فاطمة ( عليها السلام ) في يوم من الأيام ، فعملت له حريرة وأتاه علي ( عليه السلام ) بطبق فيه تمر ، ثم قالت أم أيمن : فاتيتهم بعس فيه لبن وزبد ، فأكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) من تلك الحريرة ، وشرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشربوا من ذلك اللبن ، ثم اكل واكلوا من ذلك التمر والزبد ، ثم غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده وعلي يصب عليه الماء ، فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ، ثم نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه ، ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا ، ثم وجه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا ، ثم خر ساجدا وهو ينشج ، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه ، ثم رفع رأسه واطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنها صوب المطر ، فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وحزنت معهم لما رأينا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهبناه ان نسأله ، حتى إذا طال ذلك قال له علي وقالت له فاطمة : ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد اقرح قلوبنا ما نرى من حالك ، فقال : يا أخي سررت بكم - وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا : فقال : يا حبيبي - اني سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط واني لا نظر إليكم واحمد الله على نعمته فيكم . إذ هبط على جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمد ان الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهناك العطية ، بان جعلهم وذرياتهم ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة ، لا يفرق بينك وبينهم ، يحبون كما تحبي ( يحيون كما تحيي ( خ ل ) ، وما في المتن هو الأنسب وهو من الحباء وهو العطاء ) ويعطون كما تعطي ، حتى ترضى وفوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك ويزعمون انهم من أمتك برءا من الله ومنك ، خبطا خبطا وقتلا قتلا ، شتى مصارعهم نائية قبورهم ، خيرة من الله لهم ولك فيهم ، فاحمد الله عز وجل على خيرته وارض بقضائه ، فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم . ثم قال لي جبرئيل : يا محمد ان أخاك مضطهد بعدك ، مغلوب على أمتك ، متعوب من أعدائك ، ثم مقتول بعدك ، يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية ، يكون نظير عاقر الناقة ، ببلد تكون إليه هجرته ، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده ، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم ، وان سبطك هذا - وأومى بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) - مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها : كربلاء ، من اجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته ، وهي أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة ، وانها من بطحاء الجنة ، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها ، ومادت الجبال وكثر اضطرابها ، واصطفقت البحار بأمواجها ، وماجت السماوات باهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك ، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك ، ولشر ما تكافي به في ذريتك وعترتك ، ولا يبقى شئ من ذلك الا استأذن الله عز وجل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين ، الذين هم حجة الله على خلقه بعدك . فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهن : اني انا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع ، وانا أقدر فيه على الانتصار والانتقام ، وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي وصفيي ، وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك ، فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله عز وجل قبض أرواحها بيده ، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة من ماء الحياة ، وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة ، فغسلوا جثثهم بذلك الماء والبسوها الحلل ، وحنطوها بذلك الطيب صلت الملائكة صفا صفا عليهم ، ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية ، فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء ، يكون علما لأهل الحق وسببا للمؤمنين إلى الفوز ، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة ، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده ، ويستغفرون الله لمن زاره ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى واليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله : هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء . فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من اثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به ، و كأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي امامنا ، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصي عددهم ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق ، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك ، يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز وجل ، وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله والسخط ان يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا اثره ، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلا . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهذا أبكاني وأحزنني ، قالت زينب : فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبي ( عليه السلام ) ورأيت عليه اثر الموت منه ، قلت له : يا أبة حدثتني أم أيمن بكذا وكذا وقد أحببت ان أسمعه منك ، فقال : يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن ، وكأني بك وبنساء أهلك ( ببنات أهلك ( خ ل ) سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين ، تخافون ان يتخطفكم الناس ، فصبرا صبرا ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم وغير محبيكم و شيعتكم ، ولقد قال لنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين أخبرنا بهذا الخبر : ان إبليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته ، فيقول : يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذرية ادم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية وأورثناهم النار الا من اعتصم بهذه العصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم وأوليائهم حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناج ، ولقد صدق عليهم إبليس وهو كذوب ، انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر . قال زائده : ثم قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بعد أن حدثني بهذا الحديث : خذه إليك ما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولا لكان قليلا . العس - بالضم والسين المهملة المشددة - القدح الكبير . نشج الباكي نشيجا : غص بالبكاء في حلقه من غير انتخاب ، والقدر غلت فسمع لها صوت . خبط خبطا : ضرب ضربا شديدا . اصطفق الأشجار : اضطربت واهتزت بالريح ، والعود تحركت أوتاده . عنه البحار 45 : 179 ، بعضه 101 : 115 ، المستدرك 3 : 522 ( مع التنبيه بأنها ليس من كلام المؤلف )

444

نام کتاب : كامل الزيارات نویسنده : جعفر بن محمد بن قولويه    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست