من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء ، يوجد ريحه من مسيرة الف عام ، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر ، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه : يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا . أما انك يا كردين ممن تروي منه ، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت ( 1 ) منه من أحبنا ، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا ، وان على الكوثر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا ، فيقول الرحل منهم : اني اشهد الشهادتين ، فيقول : انطلق إلى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك ، فيقول : يتبرأ مني امامي الذي تذكره ، فيقول : ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك ، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع ( 2 ) ، فيقول : اني أهلك عطشا ، فيقول له : زادك الله ظمأ ، وزادك الله عطشا . قلت : جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره ، فقال : ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا ، وترك أشياء اجترى عليها غيره ، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا ، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه
1 - اسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك . 2 - خير الخلق من يشفع ( خ ل ) .