responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 2  صفحه : 185


يوصف بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير يا من خلق فرزق والهم فانطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فأحسن وصور فأتقن واجنح فأبلغ وأنعم فاسبغ وأعطى فأجزل ، يا من سما في العز ففات خواطف الابصار ودنى في اللطف فجاز هواجس الأفكار ، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام ، يا عالم خطرات قلوب العارفين وشاهد لحظات أبصار الناظرين ، يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لجلالته ووجلت القلوب من خيفته وارتعدت الفرائص من فرقه يا بدئ يا بديع يا قوي يا منيع يا علي رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه وأنتقم لي ممن ظلمني وأستخف بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها وأجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس ) قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي : فما استتم مولاي دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة وارتج البلد وارتفعت الزعقة [1] والصيحة واستفحلت النعرة وثارت الغبرة وهاجت القاعة فلم أزائل مكاني إلى أن سلم مولاي عليه السلام فقال لي : يا أبا الصلت إصعد السطح فإنك سترى امرأة بغية غثة رثة مهيجة الأشرار متسخة الاطمار يسميها أهل هذه الكورة سمانة لغباوتها وتهتكها وقد أسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء ، فهي تقود جيوش القاعة وتسوق عساكر الطغام [2] إلى قصر المأمون ومنازل قواده ، فصعدت السطح فلم أر إلا نفوسا تزعزع بالعصي وهامات [3] ترضخ بالأحجار ، ولقد رأيت المأمون متدرعا قد برز من قصر شاهجان متوجها للهرب فما شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة [4] ثقيلة فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلد هامته فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون ويلك هذا أمير



[1] الزعقة : الصحية .
[2] الطغام : سفلة الناس .
[3] الهامات : الرؤوس . ترضخ : تكسر .
[4] اللبن : المضروب من الطين مربعا للبناء .

185

نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 2  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست