responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 2  صفحه : 180


ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم قال : فوالذي بعث محمد بالحق نبيا لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر فقال الرضا عليه السلام : على رسلكم [1] أيها الناس فليس هذا الغيم لكم ، إنما هو لأهل بلد كذا فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا فقال : على رسلكم فما هذه لكم ، إنما هي لأهل بلد كذا ، فما زالت حتى جاءت عشر سحابة وعبرت ويقول علي بن موسى الرضا عليه السلام : في كل واحدة : على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لأهل بلد كذا ثم أقبلت سحابة حادية عشر فقال : أيها الناس هذه سحابة بعثها الله عز وجل لكم فاشكروا الله على تفضله عليكم وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم فإنها مسامة لكم ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله ونزل من على المنبر وانصرف الناس فما زالت السحابة ممسكة أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل [2] المطر فملئت الأودية والحياض والغدران والفلوات ، فجعل الناس يقولون :
هنيئا لولد رسول الله ( ص ) كرامات الله عز وجل ثم برز إليهم الرضا عليه السلام وحضرت الجماعة الكثيرة منهم فقال : يا أيها الناس اتقوا الله في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه ، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه واعلموا أنكم لا تشكرون الله بشئ بعد الايمان بالله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد رسول الله ( ص ) أحب إليه من معاونتكم لاخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنان ربهم فان من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك وتعالى وقد قال رسول الله ( ص ) في ذلك قولا ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله عليه فيه أن تأمله وعمل عليه قيل يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت ، فقال رسول الله ( ص ) : بل قد نجى ولا يختم الله عمله إلا بالحسنى ، وسيمحوا الله عنه



[1] الرسل : بالكسر : التأني والرفق .
[2] الوابل : المطر الشديد .

180

نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 2  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست