responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 155


< فهرس الموضوعات > في كيفية خلق الأول والثاني والثالث < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > في معنى دلالة الحروف على نفسها < / فهرس الموضوعات > شئ ولا كان معه شئ والإبداع سابق للحروف والحروف لا تدل على غير نفسها قال المأمون : وكيف لا تدل على غير أنفسها ؟ قال الرضا عليه السلام : لان الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى ابدا فإذا الف منها أحرفا أربعة أو خمسه أو سته أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها بغير معنى ولم يكن إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شئ قال عمران : فكيف لنا بمعرفه ذلك ؟ قال الرضا عليه السلام : أما المعرفة فوجه ذلك وبيانه :
انك : تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير نفسها ذكرتها فردا فقلت : ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتى على آخرها فلم تجد لها معنى غير أنفسها وإذا ألفتها وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفه لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليله علي معانيها داعيه إلى الموصوف بها أفهمته ؟ قال : نعم قال الرضا عليه السلام : واعلم أنه لا يكون صفه لغير موصوف ولا اسم لغير معنى ولا حد لغير محدود والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود ولا تدل على الإحاطة كما تدل الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس لأن الله عز وجل تدرك معرفته بالصفات والأسماء ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك : وليس يحل بالله وتقدس شئ من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ويدرك بأسمائه ويستدل عليه بخلقه حق لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين ولا استماع اذن ولا لمس كف ولا احاطه بقلب ولو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه أسماؤه لا تدعو إليه والمعلمة ( 1 ) من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه فلولا ان ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله لان صفاته وأسمائه غيره أفهمت ؟ قال : نعم يا سيدي زدني قال الرضا عليه السلام : إياك وقول الجهال من أهل العمى والضلال الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب وليس بموجود في الدنيا للطاعه والرجاء ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام ( 2 ) لم


1 - المعلمة بكسر اللام مثال المعرفة بكسر الراء المهملة من أوزان الثلاثي المجرور ونظيرها كثيرة كالمحمدة والمنقبة وأمثالها . 2 - الاهتضام : الكسر والنقص اهتضمه : كسر عليه حقه وظلمه .

155

نام کتاب : عيون أخبار الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست