responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 49


والنّار والهواء والسّحاب المسخّر بين الأرض والسماء وانتقاله من موضع إلى موضع ، و إفاضة الماء في وقت وفي محلّ دون وقت ومحلّ آخر وأحوال المعدنيّات مثل الذّهب والفضّة والياقوت والزبرجد والزّمرد والفيروزج والحديد والنحاس والرّصاص والزرنيخ والكبريت والقار والموميا ، وغيرها ممّا يشتدّ حاجة الناس إليه وتكثر منافعه ، وأحوال الحيوانات ومنافعها وفوائدها وخواصّها واهتدائها إلى مصالحها في معاشها وبقائها وفرارها عما يضرّها وميلها إلى ما ينفعها ، ومن جملتها الذّرة الحقيرة وهي مع حقارتها وصغرها يجتمعن في جمع القوت وإعداده بالمعاونة في نقله إلى بيوتهنّ ثم يعمدن ويقطعن الحبّ لكيلا ينبت ولا يفسد ، ومنها الزّنبور فإنّه يعمل بيوتات مسدَّسات ومخمّسات متجاورات من غير فرجة وقد يعجز عن مثلها المهرة من أرباب الهندسة . وأحوال الإنسان وما فيه من القوى والحواس والأعضاء والجوارح والعروق الساكنة والمتحركة والنفوس القابلة للعروج إلى أعلى علّيين والنزول أسفل السافلين ، وأحوال الجنين واحتجابه في ظلمات ; ظلمة البطن وظلمة الرّحم وظلمة المشيمة حيث لا حيلة له في طلب الغذاء ولا دفع الضرر ولا جلب النفع كيف يجري إليه في تلك الأحوال جميع ما يحتاج إليه وكيف يجعل له ثدي الامِّ بمنزلة الأداوتين وكيف يجعل له الدّم لبناً خالصاً وكيف يحرِّك هو شفتيه طلباً لغذائه ، عرف أنّ كلَّ هذه الأُمور وغيرها ممّا لا يعدُّ ولا يحصى بأمر صانع عليم خبير قدير مدبّراً أوجد كلّ ذرّة من ذرّات هذا العالم بعلم وقدرة وتدبير لا إله إلاّ هو تعالى الله عمّا يقوله الظالمون علوّاً كبيراً .
( وندبهم ) أي دعاهم ( إلى معرفته ) أي معرفة ذاته وصفاته وشرايعه وأحكامه كما يرشد إليه قوله ( لئلا يبيح لهم أن يجهلوا دينه ) الّذي شرعه لنظام أحوالهم وانقيادهم بالعبوديّة ( وأحكامه ) الخمسة المعروفة ( لأنّ الحكيم لا يبيح الجهل به والانكار لدينه ) لأرباب الاستعداد وأهل الصحّة والسلامة ، ولعلّ المراد بالانكار الجهل بناء على أن إنكار الشئ مستلزم للجهل به ، فيطبق الدليل على المدّعى ( فقال جلّ ثناؤه ) الفاء تفصيل لقوله « ندبهم » أو تعليل له ، أو لقوله « لأنّ الحكيم لا يبيح الجهل والإنكار لدينه » ( ألم يؤخذ عليهم ) إنكار للنفي أي أخذ على أهل الكتاب ( ميثاق الكتاب ) أي الميثاق المذكور في الكتاب وهو التورية ، والميثاق العهد ( أن لا يقولوا على الله إلا الحقّ ) وهو القول باشتراط التوبة في غفران الذّنوب حتماً ، و فيه أنّ ما ذهب إليه اليهود من إثبات المغفرة بغير توبة والبت عليها نقض لميثاق الكتاب وافتراء على الله وتقوُّل عليه بما ليس بحقّ « وأن لا يقولوا » عطف بيان للميثاق أو متعلّق به أي بأن لا يقولوا ، وقيل المراد بميثاق الكتاب قوله تعالى في التورية « من ارتكب ذنباً عظيماً فإنّه لا يغفر إلاّ بالتوبة » وحينئذ قوله « أن لا يقولوا » مفعول له ومعناه لئلاّ يقولوا ، ثمَّ الآية وإن نزلت لسبب مخصوص كما ذكره المفسرون إلاّ أنّا قد بينّا في الأُصول أنّ خصوص

49

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست