responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 330


الشرعيّة وذلك لأنَّ العقل سلطان في عالم الكون فيجب عليه أنّ ينظر أوّلا في أحوال البدن ومشاغل قواه وحواسه وجوارحه بالأمر والنهي وتهذيب الظاهر باستعمال الشرايع النبويّة والنواميس الالهيّة ( 1 ) وتهذيب الباطن عن الشواغل الدَّنيّة والملكات الرديّة وتحلّيها بالملكات والأخلاق المرضيّة وإلى هذه المرتبة أشار جلّ شأنه بقوله ( يا أيّها المدّثر قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر والرّجز فاهجر ) فإنّه تعالى أمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الخصال المرضيّة والاجتناب عن الرِّجز الشامل لجميع الملكات الرديّة وأن ينظر ثانياً في أحوال جماعة معه في النسب والمنزل من الخدم والحشم ويأمرهم بمثل ذلك وبما فيه صلاحهم في الدّارين من التآلف والتوافق والتعاون غير ذلك ممّا يوجب تكميل نظامهم ، وإلى هذه المرتبة أشار جلّ وعزّ بقوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وإليها وإلى الأُولى أيضاً بقوله ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) وأن ينظر ثالثاً إلى أحوال جماعة متشاركة في المدينة ومندرجة في سلك رعيّته ويأمرهم بمثل ما مرَّ .
وإلى هذه المرتبة أشار عزَّ سلطانه بقوله : ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس بشيراً ونذيراً ) فإذا فعل ذلك وحملهم على تلك الأعمال والأخلاق بأسواط حسن السياسة والتدبير حصل لهم الآداب الصالحة وصاروا حزب الله سائرين إلى الله ، ناظرين إلى جماله وكماله ; نازلين في منازل عزّه وجلاله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون ( وكان يقول التفكّر حياة قلب البصير ) لما أشار ( عليه السلام ) إلى أنّ أثر العقل هو الوصول إلى غور الحكمة والبلوغ إلى نهاية كمالها ، وأنّ أثر الحكمة هو الوصول إلى غور العقل والبلوغ إلى غايته ، وأنَّ أثر حسن السياسة هو التخلّق بالآداب الصالحة والتحلّي بالأخلاق الفاضلة ، من البيّن أنّ الغرض الأصلي من هذه الآثار هو الوصول إلى قرب الحقِّ والنزول في ساحة عزِّه وهناك اتحدت الغايتان وتقاربت المسافتان أشار هنا إلى أنَّ مبدأ تلك الآثار ومنشأ هذه الأطوار هو تفكّر قلب البصير ، الفهم الذكيّ ، والتفكّر هو حركة الذِّهن في مقدّمات المطلوب والانتقال عنها إليه والقلب في عرف العارفين هي النفس الإنسانية ، واستعار الحياة للتفكّر إيضاحاً للمقصود وتنزيلا للمعقول بمنزلة المحسوس وتنبيهاً على أنَّ الحيوان كما يتحرّك بحياة الأبدان في عالم المحسوسات إلى تحصيل مقاصده كذلك القلب بالتفكّر يتحرَّك في عالم المعقولات والمصنوعات لينتقل منها إلى عالم النظريات وعالم التوحيد ليحصل له المطالب النظريّة ومعرفة الصانع وصفاته وأحوال المبدء والمعاد أو على أنَّ وجود الحيوان وبقاءه وكماله كما يكون بحياة الأبدان كذلك وجود القلب وبقاؤه وكماله في الدَّارين وسعادته في النشأتين يكون بالتفكّر وإنّما أضاف القلب إلى البصير ولم يقل حياة


1 - يعني أن الشريعة الإلهية النازلة بالوحي على الأنبياء ( عليهم السلام ) مطابق لما ذكره الحكماء في تقسيم الحكمة العملية إلى ما يتعلق بالانسان وحده بينه وبين ربه ، وما يتعلق بتدبير المنزل ، وما يتعلق بسياسة المدن . ( ش )

330

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست