responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 31


الرسالة إشارة إلى تقدّمها في التحقّق ( 1 ) كما دلّ عليه بعض الاخبار ( على حين فترة من الرسل ) الفترة الضعف والانكسار وما بين الرّسولين من رسل الله تعالى ، يعني ابتعثه على حين فتور من الارسال وانقطاع من الوحي . وذلك الابتعاث نعمة عظيمة لا يدانيها شئ من النعماء لظهور أنّ خلوّ الزمان عن رسول فيه يستلزم وجود الشرور بمقتضى النفوس البشريّة ووقوع الهرج والمرج وتلك أحوال مذمومة يلحق ذلك الزمان بها من الذّمّ بمقدار ما يلحق زمان وجود الرسول من المدح ، ولذلك ذكر من خبث أحوال ذلك الزّمان وذمّ الخلائق فيه ما يدلّ على عظمة نعمة بعثته ( صلى الله عليه وآله ) ما استلزمه من الخيرات ليعتبروا ويعرفوا قدر تلك النعمة ويحصل لهم التوجّه إلى الله ويشكروا له .
( وطول هجعة من الأُمم ) الهجع والهجعة والهجيع بالفتح في الجميع طائفة من اللّيل ، الهجوع النوم ليلا كذا في النهاية . وقال الجوهريّ : « أتيت بعد هجعة من اللّيل أي بعد نومة خفيفة » وهي ههنا كناية عن غفلة الأُمم في ظلمات الجهالة عن أمر المبدء والمعاد وسائر المصالح الّتي ينبغي التوجّه إليها .
( و انبساط من الجهل ) أي انتشاره في الربع المسكون وإحاطته بالاُمم أجميعن لفقدهم من يهديهم إلى المعارف الالهيّة والمصالح الدّينيّة والدّنيوية ( و اعتراض من الفتنة ) أي عروضها في الأقاليم وإحاطتها بأهلها طولا وعرضاً ، أو وقوعها على غير قانون شرعيّ ومشيها في غير طريق عقليّ ونقليّ ، من اعترض الشئ صار عارضا كالخشبة المعترضة في عرض النهر ، والفرس الماشي في عرض الطريق من غير استقامة بتشبيهها بالفرس المتّصف بهذه الصفة واستعارة لفظ الاعتراض لها .
( و انتقاض من المبرم ) المبرم المحكم من أبرمت الشئ أحكمته ، والمراد به نظام أحوالهم وإبرام أمورهم أي استحكامها بالشرائع السالفة ، والمراد بانتقاضه انقطاع ذلك النظام وانهدام بناء ذلك الاستحكام بتغيير تلك الشرائع وفسادها ، فانّ الخلائق كلّهم في زمان الفترة حرّفوا الطريقة الرّبانيّة ، وخرجوا عن الشريعة الالهيّة وأرقدتهم نقمات وساوس الشياطين في مهاد المراقد الطبيعيّة إلاّ من عصمه الله بلطفه الخفيّ وقليلٌ ما هم .
( و عمى عن الحقّ ) العمى يطلق على معنيين أحدهما عدم البصر وثانيها عدم البصيرة وهو المراد هنا . والحقّ هو الأمور الثابتة بالشرائع السابقة من التوحيد وصفات الكمال والجلال وغير ذلك من الأمور المتعلّقة بصلاح النشأتين ، والعمى عن الحقّ عبارة عن بطلان بصيرتهم القلبيّة باستيلاء الأمراض النفسانيّة عن إدراك هذه الأمور .


1 - قيل : ولها تقدم في الرتبة والشرف أيضاً إذ العبودية حقيقة التفات إلى الحق وانتقال إليه والرسالة بالعكس فإنه انتقال إلى عالم الخلق .

31

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست