responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 24


خواصّ الجسم والجسمانيات .
( متوحّداً بذلك ) بالنصب على أنّه حال من فاعل خلق ، يعني خلق ما شاء حال كونه متوحّداً بالذّات والصفات بخلقه وإيجاده ، غير مستعين أصلا لا بذات آخر ولا بصفات زائدة عليه وإلاّ لكان ناقصاً لاحتياجه في الايجاد إلى الغير .
( لإظهار حكمته وحقيقة ربوبيّته ) يعني خلق ما شاء على النظام العجيب والصنع الغريب الّذي يتحيّر فيه عقول العقلاء وفحول العلماء ; لاظهار علمه وحكمته وحقيقة ربوبيّته التي كانت في مكمن الخفاء كما قال : « كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن اُعرف فخلقت الخلق لاُعرف » ( 1 ) .
( لا تضبطه العقول ) أي لا تضبط شرح حقيقة ذاته ولا ماله من كمال صفاته عقول العارفين ، لأنّه تعالى في علوّ الذات وارتفاع الصفات إلى حيث يقف دون بلوغه عقول أهل العرفان وأذهان أهل الايقان ; وإنّما يعرفونه بنحو خاصّ من المعرفة اليقينيّة التي هي غاية الوسع للعقول البشريّة ، ولأنّه لا حدّ لحقيقته لأنّه بريء عن أنحاء التركيب الخارجيّة والعقليّة فهي منزّهة ( 2 ) عن اطلاع العقول عليها ، ولا نهاية لصفاته يقف عنده تقدّر بها ، فلا يكون العقول محيطة ضابطة إيّاها .
( ولا تبلغه الأوهام ) لأنه تعالى ليس بمحسوس والوهم لا ينال إلاّ المحسوسات .
( ولا تدركه الأبصار ) لأنَّ البصر إنّما يدرك اللّون والضوء وما تتبعها من الجسمانيّات والله سبحانه منزّه عن الجسميّة ولواحقها .
( ولا يحيط به مقدار ) لأنَّ المقدار من لواحق الجسميّة وأيضا ما يقبله يقبل التحيّز والقسمة والزيادة والنقصان ولا يجري شئ من ذلك عليه سبحانه .
( عجزت دونه العبارة ، وكلّت دونه الأبصار ) « دون » ظرف نقيض « فوق » وهو يقصر عن الغاية ، والكلال الأعياء يقال : كلّت العين إذا أعيت عن الادراك وعجزت عنه ، و « الأبصار » بالفتح جمع البصر يعني عجزت قبل بلوغ صفاته عبارة الواصفين ، وأعيت قبل بلوغ ذاته أبصار الناظرين ، كما أشار إليهما في الصحيفة السجّادية على صاحبها أفضل الصلوات وأكمل التحيّات « الّذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين » .
( وضلّ فيه تصاريف الصفات ) ضلّ الشئ يضلّ : ضاع ، والضلال ضدّ الرّشاد ، والمعنى ضلّ في طريق صفاته الحقّة تصاريف صفات الواصفين ، وأنحاء تعبيرات العارفين ، يعني أنّهم وإن بالغوا في


1 - هذا ينافي ما سبق من كون أفعاله تعالى غير معللة بالعلة الغائية مطلقاً أو كونها معللة بأغراض تعود إلى الغير كما لا يخفى . 2 - الضمير راجع إلى « حقيقته » .

24

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست