نام کتاب : الكافي نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 136
< ملحق = 136 . tif > بما خلق اكتفى ، علم ما خلق وخلق ما علم ، لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق ، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق ، لكن قضاء مبرم وعلم محكم وأمر متقن ، توحد بالربوبية وخص نفسه بالوحدانية واستخلص بالمجد والثناء وتفرد بالتوحيد والمجد والسناء وتوحد بالتحميد وتمجد بالتمجيد وعلا عن اتخاذ الأبناء وتطهر وتقدس عن ملامسة النساء وعز وجل عن مجاورة الشركاء ، فليس له فيما خلق ضد ولا له فيما ملك ند ولم يشركه في ملكه أحد ، الواحد الاحد الصمد المبيد للأبد [1] والوارث للأمد ، الذي لم يزل ولا يزال وحدانيا أزليا ، قبل بدء الدهور وبعد صروف الأمور ، الذي لا يبيد ولا ينفد ، بذلك أصف ربي فلا إله إلا الله ، من عظيم ما أعظمه ؟ ! ومن جليل ما أجله ؟ ! ومن عزيز ما أعزه ؟ ! وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وهذه الخطبة من مشهورات خطبه عليه السلام حتى لقد ابتذلها العامة [2] وهي كافية لمن طلب على التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها ، فلو اجتمع ألسنة الجن والإنس ليس فيها لسان نبي على أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتى به - بأبي وأمي - ما قدروا عليه و لولا إبانته عليه السلام ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد ، ألا ترون إلى قوله : " لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما كان " فنفى بقوله " لا من شئ كان " معنى الحدوث ، وكيف أوقع على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال ، نفيا لقول من قال : إن الأشياء كلها محدثة بعضها من بعض وإبطالا لقول الثنوية الذين زعموا أنه لا يحدث شيئا إلا من أصل ولا يدبر إلا باحتذاء مثال ، فدفع عليه السلام بقوله : " لا من شئ خلق ما كان " جميع حجج الثنوية وشبههم ، لان أكثر ما يعتمد الثنوية [3] في حدوث العالم أن يقولوا لا يخلو من أن يكون الخالق خلق الأشياء من شئ أو من لا شئ فقولهم : من شئ خطأ وقولهم من لا شئ مناقضة وإحالة ، لان " من " توجب شيئا " ولا شئ " تنفيه ، فأخرج أمير المؤمنين عليه السلام هذه اللفظة على أبلغ الألفاظ وأصحها فقال : لا من شئ خلق ما كان ، فنفى " من " إذ كانت < / ملحق = 136 . tif >
[1] أي المهلك للدهر . وفى بعض النسخ [ المؤبد للأبد ] . [2] أي اشتهرت بينهم فكأنها صارت مبتذلة ، ( ولولا ابانته ) أي تمييزه الحق عن الباطل . [3] لعل المراد بالثنوية غير المصطلح من القائلين بالنور والظلمة بل القائلين بالقدم وانه لا يوجد شئ الا عن مادة ، لان قولهم بمادة قديمة إثبات لاله آخر إذ لا يعقل التأثير في التقديم . ( آت ) .
136
نام کتاب : الكافي نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 136