( 20 ) قَالَ : أَرِنِيه فَأَخْرَجْتُ إِلَيْه وُجُوهاً مِنَ الْعِلْمِ وأَخْرَجْتُ لَه دُعَاءً أَمْلَاه عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّه - عَلَيْه السَّلَامُ - وحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاه مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - أَمْلَاه عَلَيْه وأَخْبَرَه أَنَّه مِنْ دُعَاءِ أَبِيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ ( 21 ) فَنَظَرَ فِيه يَحْيَى حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِه ، وقَالَ لِي : أَتَأْذَنُ فِي نَسْخِه فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه أَتَسْتَأْذِنُ فِيمَا هُوَ عَنْكُمْ ! ( 22 ) فَقَالَ : أَمَا لأُخْرِجَنَّ إِلَيْكَ صَحِيفَةً مِنَ الدُّعَاءِ الْكَامِلِ مِمَّا حَفِظَه أَبِي عَنْ أَبِيه وإِنَّ أَبِي أَوْصَانِي بِصَوْنِهَا ومَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا . ( 23 ) قَالَ عُمَيْرٌ :قَالَ أَبِي : فَقُمْتُ إِلَيْه فَقَبَّلْتُ رَأْسَه ، وقُلْتُ لَه : واللَّه يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه إِنِّي لأَدِينُ اللَّه بِحُبِّكُمْ وطَاعَتِكُمْ ، وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُسْعِدَنِي فِي حَيَاتِي ومَمَاتِي بِوَلَايَتِكُمْ ( 24 ) فَرَمَى صَحِيفَتِيَ الَّتِي دَفَعْتُهَا إِلَيْه إِلَى غُلَامٍ كَانَ مَعَه وقَالَ : اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ بِخَطٌّ بَيِّنٍ حَسَنٍ واعْرِضْه عَلَيَّ لَعَلِّي أَحْفَظُه فَإِنِّي كُنْتُ أَطْلُبُه مِنْ جَعْفَرٍ - حَفِظَه اللَّه فَيَمْنَعُنِيه . ( 25 ) قَالَ مُتَوَكِّلٌ فَنَدِمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ ولَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ ، ولَمْ يَكُنْ أَبُو عَبْدِ اللَّه - عَلَيْه السَّلَامُ - تَقَدَّمَ إِلَيَّ أَلَّا أَدْفَعَه إِلَى أَحَدٍ . ( 26 ) ثُمَّ دَعَا بِعَيْبَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ وقَبَّلَه وبَكَى ، ثُمَّ فَضَّه وفَتَحَ الْقُفْلَ ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ ووَضَعَهَا عَلَى عَيْنِه وأَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِه . ( 27 ) وقَالَ : واللَّه يَا مُتَوَكِّلُ لَوْ لَا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّي إِنَّنِي أُقْتَلُ وأُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ ولَكُنْتُ بِهَا ضَنِيناً . ( 28 ) ولَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَه حَقٌّ أَخَذَه عَنْ آبَائِه وأَنَّه سَيَصِحُّ فَخِفْتُ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوه ويَدَّخِرُوه فِي خَزَائِنِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ .