تعاوره ( 26 ) آفاتها وهمومها * وكم ما عسى يبقى لها المتعاور فلا هو مغبوط ( 27 ) بدنياه آمن * ولا هو عن تطلابها النفس قاصر كم غرت من مخلد إليها ، وصرعت من مكب ( 28 ) عليها ، فلم تنعشه ( 29 ) من صرعته ، ولم تقله من عثرته ، ولم تداوه من سقمه ، ولم تشفه من ألمه : بلى أوردته بعد عز ومنعة * موارد سوء ما لهن مصادر فلما رأى أن لا نجاة وأنه * هو الموت لا ينجيه منه الموازر تندم لو يغنيه طول ندامة * عليه وأبكته الذنوب الكبائر بكى على ما أسلف من خطاياه ، وتحسر على ما خلف من دنياه ، حيث لا ينفعه الاستعبار ، ولا ينجيه الاعتذار ، من هول المنية ، ونزول البلية : أحاطت به آفاته وهمومه * وأبلس لما أعجزته المعاذر فليس له من كربة الموت فارج * وليس له مما يحاذر ناصر وقد جشأت ( 30 ) خوف المنية نفسه * ترددها دون اللهاة الحناجر هنالك خف عنه عواده ، وأسلمه أهله وأولاده ، وارتفعت الرنة والعويل ، ويئسوا من برء العليل ، غمضوا بأيديهم عينيه ، ومدوا عند خروج نفسه يديه ورجليه : فكم موجع يبكي عليه تفجعا * ومستنجد صبرا وما هو صابر