راجيا منك جميل ما عرفتنيه ، من الفضل الذي عودتنيه ، فتصرف رجائي من فضلك خائبا ، ولا تجعل ظني بتطولك كاذبا ، سيدي إن أملي فيك يتجاوز آمال الآملين ، وسؤالي إياك لا يشبه سؤال السائلين ، لأن السائل إذا منع امتنع عن السؤال ، وأنا فلا غناء بي عنك في كل حال . سيدي غرني بك حلمك عني إذ حلمت ، وعفوك عن ذنبي إذ رحمت ، وقد علمت أنك قادر أن تقول للأرض خذيه فتأخذني ، وللسماء أمطريه حجارة فتمطرني ، ولو أمرت بعضي أن يأخذ بعضا لما أمهلني ، فامنن علي بعفوك عن ذنبي ، وتب علي توبة نصوحا تطهر بها قلبي . سيدي أنت نوري في كل ظلمة ، وذخري لكل ملمة ( 145 ) وعمادي عند كل شدة ، وأنيسي في كل خلوة ووحدة ، فأعذني من سوء مواقف الخائبين ، واستنقذني من ذل مقام الكاذبين . سيدي أنت دليل من انقطع دليله ، وأمل من امتنع تأميله ، فإن كانت ذنوبي حالت بين دعائي وإجابتك ، فلم يحل ( 146 ) كرمك بيني وبين مغفرتك ، وأنك لا تضل من هديت ، ولا تذل من واليت ولا يفتقر من أغنيت ، ولا يسعد من أشقيت ، وعزتك لقد أحببتك محبة استقرت في قلبي حلاوتها ، وأنست نفسي ببشارتها ، ومحال في عدل أقضيتك ، أن تسد أسباب ( 147 ) رحمتك عن معتقدي محبتك .