فلم يقايس شيئا بشئ من خلقه ، ولم يستعن على خلقه بغيره ، ثم أمضى الأمور على قضائه ، وأجلها إلى أجل ( 11 ) قضى فيها بعدله ، وعدل فيها بفضله ، وفصل فيها بحكمه ، وحكم فيها بعدله ، وعلمها بحفظه ، ثم جعل منتهاها إلى مشيئته ، ومستقرها إلى محبته ، ومواقيتها إلى قضائه لا مبدل لكلماته ، ولا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ( 12 ) ولا مستزاح عن أمره ، ولا محيص ( 13 ) لقدره ، ولا خلف لوعده ، ولا متخلف عن دعوته ، ولا يعجزه شئ طلبه ، ولا يمتنع منه أحد أراده ، ولا يعظم عليه شئ فعله ، ولا يكبر عليه شئ صنعه ، ولا يزيد في سلطانه طاعة مطيع ، ولا تنقصه معصية عاص ، ولا يبدل القول لديه ، ولا يشرك في حكمه أحدا ، الذي ملك الملوك بقدرته ، واستعبد الأرباب بعزه ، وساد العظماء بجوده ، وعلا السادة بمجده ، وانهدت ( 14 ) الملوك لهيبته وعلا أهل السلطان بسلطانه وربوبيته ، وأباد ( 15 ) الجبابرة بقهره ، وأذل العظماء بعزه ، وأسس الأمور بقدرته ، وبنى المعالي بسؤدده ( 16 ) وتمجد بفخره ، وفخر بعزه ، وعز بجبروته ، ووسع كل شئ برحمته . إياك أدعو ، وإياك أسأل ، ومنك أطلب ، وإليك أرغب ، يا غاية المستضعفين ، ويا صريح المستصرخين ، ومعتمد المضطهدين ( 17 ) ومنجي المؤمنين ، ومثيب الصابرين ، وعصمة الصالحين ، وحرز