الشديدة كنى به عن شدّة رسوخه في ذهنه ، " كالكتاب المعجم " جملة حالية من ضمير " ولا تغيّره " ، والمعجم هو المفصح به يقال لكلّ شيء أفصحت به : قد أعجمه ، ويقال : أعجمت الكتاب ، إذا نقطته وأوضحت حروف ألفاظه ، وقوله : في الرقّ المبهم ( 1 ) ، الرَقّ - بالفتح - جلد رقيق يجعل كالقرطاس يكتب فيه ، والمبهم الذي على لون واحد ، ومنه نهى عن الحرير المبهم ، أي الذي لم يمزج بغيره ، ومعنى الكلام أنّ في رأسي كلاماً في فضلكم كالماء النابع لا تفنيه الدلاء بالنزح وكالطود الراسخ لا تغيّره الرياح الشديدة العواصف حال كونه مثل الكتاب المعجم مبيّن الألفاظ والحروف كائناً في خاطر ليس فيه غيركم كالرقّ الذي لم يخالط لونه غيره . " أهمّ بأدائه " ، أي إظهاره ( 2 ) " فأجدني سبقت " إلى ذلك سبقني " الكتاب المنزل " فيكم أهل البيت " وما خلت " ( 3 ) أي مضت به الرسل من فضائلكم ، فجملة " سبق الكتاب " إلى آخره جملة استينافيّة ، وباقي الحديث ظاهر . قوله : ورضينا من هو الرضا ( 4 ) إلخ [ ص 302 ح 2 ] يقال للإمام : الرضا ؛ ولهذا كان يقال : ندعوكم للرضا من آل محمد ( عليه السلام ) ، ورضي يتعدّى تارة بنفسه ، وتارة بحرف الجرّ ، فتارة تقول : رضيت عنه ، وتارة به ، والفعل هنا متعدّ بنفسه ، و " من " موصول اسمي هو مفعول به ل " رضينا " وهو مبتدأ و " الرضا " خبره ، والمعنى رضينا الذي هو الرضا ، أي الإمام المنصوب من جانب الله ورسوله " والذي نسلّم به من مشكلات أمرنا " ، وما تراه في هذا الموضع على غير هذا الوجه فهو من
1 . في الكافي المطبوع : " المنمنم " . 2 . في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 311 : " أهمّ بأدائه ، أي بأداء حقوق هذا الكلام ، قال الجوهري : أدّى دينه تأدية أي قضاه ، والاسم الأداء ، وفي بعض النسخ : بإبدائه أي إظهاره " . 3 . في الكافي المطبوع : " أو ما جاءت " . وما في المتن مطابق لنسخة العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 312 . 4 . في الكافي المطبوع : " ورضينا من هو بغيره يرضى " .