بما حدّثهما به فيفوت غرضهما ، وما كانا قد أضمراه لعلي ( عليه السلام ) ، ومما شاهداه من الأمر العجيب ، وهو كتبه : تنزّل الملائكة والروح فيها [ بإذن ربّهم ] من كلّ أمر ، على التراب من غير كاتب يريانه ؛ إذ لم يكن الرسول ( عليه السلام ) هو الكاتب ؛ إذ لم يكن صاحب خطّ ، ومِن أخْذِه ( عليه السلام ) برأس علي ( عليه السلام ) ، ومِن قوله لهما : " إن لم تدريا فادريا " فإنّه كالتهديد ، ومن هيبته صلوات الله عليه ، وإذا تداخلهما مثل هذا الخوف الشديد في شأن أمر فالعادة قاضية بعدم غروب مثله عن الخاطر ، فهما كانا عالمين بذلك ، وإنّما حملهما على الجحود الحسد وحبّ الرياسة ، ففي الكلام إشارة إلى أنّه ( عليه السلام ) كما أخذ العهد على الناس عامّاً يوم الغدير ، أخذه عليهما خاصّاً . * قوله ( عليه السلام ) : تفلجوا [ ص 249 ح 6 ] فَلَجَ أصحابه وعلى أصحابه : غلبهم . قوله ( عليه السلام ) : لسيّدة دينكم [ ص 249 ح 6 ] السيّد الذي يفوق قومه في الخير ، فكان المراد أنّها لسيّدة دلائل دينكم القرآنية ، وخيرية الدليل ظهور الغلبة به على الخصم ، فحيث كان ظهور الغلبة بها على الخصم أشدّ جعلت سيّدة الدلائل ، ومن تأمّل هذه الأحاديث الواردة في هذا الباب من أوّل الباب إلى آخره ظهر عليه ظهور دلالتها على حقّيّة مذهب الإماميّة ، فليلحظ . قوله ( عليه السلام ) : خاصموا ب " حم " الخ [ ص 249 ح 6 ] تتمّة الآية : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) ( 1 ) قال علي بن إبراهيم في تفسيره : " هي ليلة القدر ، أنزل القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في طول عشرين سنة ، " فيها يفرق " كلّ أمر في ليلة القدر " كلّ أمر حكيم " ، أي يقدّر الله كلّ أمر من الحقّ