أنّه مرسل ، إلاّ أن يكون المراد " وعن أبي عبد الله " على سبيل العطف على أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فتصير أحاديث هذا الباب كلّها إلى آخر الباب بسند واحد . * قوله : ليس فيها ليلة القدر [ ص 248 ح 4 ] قال علي بن إبراهيم في تفسيره : " خير من ألف شهر يملكه بنو أُميّة ليس فيها ليلة القدر " . ( 1 ) قوله : ثم قال : في بعض إلخ [ ص 248 ح 4 ] أي أبو عبد الله ( عليه السلام ) فهو معطوف على " قال : كان علي بن الحسين " ، أي قال ذاك " وقال " من عند نفسه " في كتابه " ، أي الله سبحانه : " ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً ) ( 2 ) في إنّا أنزلناه " ظاهره أنّهم ظلموا في إنّا أنزلناه ، أي في حملها على غير معناها من أنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وأنّه تنزّل في تلك الليلة أمر السنة ، وأنّ لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنّهم علي ( عليه السلام ) وأحد عشر من صلبه أئمّة محدَّثون ، فمن حملها غير هذا فقد صرفها عن معناها ، ومن صرفها عن معناها فقد ظلم في ذلك ، فأوصى سبحانه باتّقاء هذه الفتنة ، فإنّ ضررها لا يعود على الظالمين فقط ، بل يعود على الظالم بما يهيّأ له من العقاب الأبدي والعذاب السرمدي ، وعلى المظلوم بمنعه من حقّه ، وعلى غيرهما من الرعيّة بتفويت التعبدِ وأخذِ الأحكام عن يقين ، وهذا كلّه إنّما هو بسبب ذلك الظلم ، وإنّما قال صلوات الله عليه بعد تفسير الآية : " فهذه فتنة أصابتهم خاصّة ، وبها ارتدّوا على أعقابهم " ؛ لأنّ الإصابة الحقيقيّة والضرر الحقيقي هو الضرر الأُخروي ، وأمّا ضرر الدنيا فهو نفع في الحقيقة ؛ لأنّه باعث على زيادة الثواب ، ولهذا لم يعدّ ما أصاب غير الظالمين منه ؛ والله أعلم . قوله ( عليه السلام ) : كان علي ( عليه السلام ) كثيراً ما يقول : ما اجتمع العدوي والتيمي إلخ [ ص 249 ح 5 ]
1 . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 431 . 2 . الأنفال ( 8 ) : 25 .