نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 762
أمرني أن أحفر له سبع مراقي ، وأن أشق له ضريحة ، فقال : انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت سوى الضريحة ، ولكن يحفر له ويلحد ، فلما رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك ، قال المأمون : لم يزل الرضا ( عليه السلام ) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته . فقال له وزير كان معه ، أتدري ما أخبرك به الرضا ؟ قال : لا . قال : إنه أخبرك أن ملككم بني العباس مع كثرتكم وطول مدتكم مثل هذه الحيتان ، حتى إذا فنيت آجالكم ، وانقطعت آثاركم ، وذهبت دولتكم سلط الله تبارك وتعالى عليكم رجلا منا فأفناكم عن آخركم . قال له : صدقت . ثم قال لي : يا أبا الصلت ، علمني الكلام الذي تكلمت به . قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي ، وقد كنت صدقت . فأمر بحبسي ، ودفن الرضا ( عليه السلام ) ، فحبست سنة ، وضاق علي الحبس ، وسهرت الليل ، فدعوت الله عز وجل بدعاء ذكرت فيه محمدا وآل محمد ( عليهم السلام ) ، وسألت الله بحقهم أن يفرج عني . فلم استتم الدعاء حتى دخل علي محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال لي : يا أبا الصلت ، ضاق صدرك ؟ فقلت : إي والله . قال : قم فاخرج ، ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت علي ففكها ، وأخذ بيدي ، وأخرجني من الدار ، والحسرة والغلمة يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلموني ، وخرجت من باب الدار ، ثم قال : امض في ودائع الله ، فإنك لم تصل إليه ، ولا يصل إليك أبدا . قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت [1] . وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين . وحسبنا الله ونعم الوكيل
[1] عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 242 / 1 ، بحار الأنوار 49 : 300 / 10 .
762
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 762